للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البصر إلى السماء في حالة الصلاة، كما تقدم في الصلاة عن أنس رفعه: "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم" الحديث، والجمع بين الحديثين أن النهي خاصّ بالصلاة (١)، انتهى مختصرًا.

وهكذا في "شرح الكرماني" إذ قال: قال ابن بطال: فيه ردّ على أهل الزهد في قولهم: إنه لا ينبغي النظر إلى السماء تخشعًا وتذللًا لله - سبحانه وتعالى -، انتهى من "الفتح".

وقال القسطلاني (٢): ويحكى أن في بني إسرائيل من إذا عبد الله ثلاثين سنة أظلّته سحابة فعبدها فتى فلم تظله، فقالت له أمه: لعل فرطة فرطتْ منك في مدتك، قال: ما أذكر، قالت: لعلك نظرتَ مرةً إلى السماء ولم تعتبر، قال: لعل، قالت: فما أتيت إلا من ذاك، انتهى.

[(١١٩ - باب من نكت العود بين الماء والطين)]

قال الحافظ (٣): النكت بالنون والمثناة: الضرب المؤثر، ذكر فيه حديث أبي موسى وقد تقدم مطوّلًا في المناقب، وهو ظاهر فيما ترجم له، وفقه الترجمة أن ذلك لا يعدّ من العبث المذموم؛ لأن ذلك إنما يقع من العاقل عند التفكر في الشيء، انتهى بزيادة من "العيني".

وقال القسطلاني (٤): والنكت بالعصا يقع كثيرًا عند التفكر في شيء لكن لا يسوغ استعماله، إلا فيما لا يضر، فلو ضرّ بجدارٍ أو غيره منع، والحديث مر في المناقب، انتهى.

قلت: ومما يقوي الاحتياج إلى عقد هذه الترجمة ما يتوهم من عدم جوازه لما في "المشكاة" (٥) برواية الترمذي وابن ماجه من حديث


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٥٩٦)، "شرح الكرماني" (٢٢/ ٦٣).
(٢) "إرشاد الساري" (١٣/ ٢٥١).
(٣) "فتح الباري" (١٠/ ٥٩٧)، "عمدة القاري" (١٥/ ٣٣٤).
(٤) "إرشاد الساري" (١٣/ ٢٥٢).
(٥) "مشكاة المصابيح" (رقم ٣٨٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>