للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السموات والأرض"، وهو الباب السابع والعشرون، ولا تكرار في هذه التراجم عندي لاختلاف المقاصد، وقد عرفت أن الغرض من الباب الذي نحن بصدده هو إثبات اسمه تعالى الحق، ويأتي الكلام على البابين الآتيين في محلهما، انتهى من هامش "اللامع" (١).

(٩ - باب قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: ١٣٤])

والغرض من الترجمة إثبات صفتي السمع والبصر، وفي الحاشية عن العيني (٢): غرضه من هذا الباب الردّ على المعتزلة حيث قالوا: إنه سميع بلا سمع، وعلى من قال: معنى السميع العالم بالمسموعات لا غير.

قال البيهقي في "الأسماء والصفات" (٣): السميع من له السمع يدرك به المسموعات، والبصير من له البصر يدرك به المرئيات، انتهى مختصرًا.

وفي حاشية النسخة المصرية عن شيخ الإسلام (٤): غرضه الردّ على المعتزلة في قولهم: إنه يقال: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، لاستحالة سميع وبصير بلا سمع وبصر، انتهى.

قال الكرماني (٥): المقصود من هؤلاء الأحاديث إثبات صفتي السمع والبصر، وهما صفتان قديمتان من الصفات الذاتية، وعند حدوث المسموع والمبصر يقع التعلق، وأما المعتزلة فقالوا: إنه سميع يسمع كل مسموع، وبصير يبصر كل مبصر، فادّعوا أنهما صفتان حادثتان، وظواهر الآيات والأحاديث تردّ عليهم، وبالله التوفيق، انتهى.

ويشكل مطابقة حديث أبي بكر بالترجمة، قال العيني (٦) تبعًا للكرماني (٧): مطابقته للترجمة من حيث إن بعض الذنوب مما يسمع،


(١) "لامع الدراري" (١٠/ ٣١٥، ٣١٦).
(٢) "عمدة القاري" (١٦/ ٥٨٩).
(٣) "كتاب الأسماء والصفات" (ص ١٧٧).
(٤) "تحفة الباري" (٦/ ٥٣١).
(٥) "شرح الكرماني" (٢٥/ ١٠٩).
(٦) "عمدة القاري" (١٦/ ٥٩١).
(٧) "شرح الكرماني" (٢٥/ ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>