للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{بِهِمْ} موضع بكم، مع أن الأول للغائب البعيد عن الحس، والثاني للحاضر القريب، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (١): ثم إن قوله: "وقال كعب بن مالك حين تخلف. . ." إلخ، حجة برأسها لا تعلق له بما تقدم ولا بما تأخر، وحاصل الاحتجاج [به] أن التخلف إنما كان فعل الكعب لا غير، وكذا قوله: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: ١٠٥] حجة، فإن الرؤية عمل الله وعمل المؤمنين، وأيضًا فإن العمل مضاف للمؤمنين، وليس إضافته إليهم إلا لصدوره منهم، وكذلك قوله: "وقالت عائشة" إلى قوله: "أحد. . ." إلخ، حجة أخرى، وكذلك قوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: ٢] حجة، فإن الاتقاء فعلهم، ثم أخذ في تفسير الآية استطرادًا، فقال: "ذلك" ههنا بمعنى هذا، كما في الآية الأخرى، ثم أورد سندًا على هذا المعنى أن العرب تستعمل اللفظ موضع لفظ آخر، كما في قوله تعالى: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس ٢٢]، وكذلك باقي ما ذكره ههنا حجج على ما ادّعاه، والله أعلم، انتهى.

وفي هامشه: ما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه في شرح كلام المصنف وتوضيح مرامه دقيق جدًّا، ثم ذكر في هامش "اللامع" توضيح كلام الشيخ قُدِّس سرُّه، وذكر فيه أيضًا ما ذكره الشرَّاح في شرح هذا المقام، فارجع إليه لو شئت.

(٤٧ - باب قول الله: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا. . .} [آل عمران: ٩٣]) إلخ

مراده بهذه الترجمة أن يبين أن المراد بالتلاوة القراءة، وقد فسرت التلاوة بالعمل، والعمل من فعل العامل، وقال في "كتاب خلق أفعال


(١) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٧٨ - ٣٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>