للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن حفظه، وقد خالفه أصحاب الزهري يونس وشعيب ومعمر ومحمد بن إسحاق وابن جريح، فرووه عن الزهري عن سعيد أن الناس كانوا في عهد النبي- عليه الصلاة والسلام- يجتمعون إلى الصلاة قبل أن يؤمروا بالتأذين فذكر حديث ابن زيد، وقد خرج أهله من حديث ابن جريج أخبرني نافع ان ابن عمر كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة، وليس ينادى بها أحد، فتكلموا يومًا في ذلك فقال بعضهم: اضربوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقًا مثل بوق اليهود، فقال عمر: أو لا تبعثون رجلًا ينادى بالصلاة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بلال قم فناد بالصلاة" (١) . ولما خرجه أبو عيسى قال فيه: حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر، قال ابن مندة: هذا إسناد مجمع على صحته، وفي لفظ لأبي عوانة (٢) في صحيحه: "فأذن بالصلاة "، ولما خرجه ابن خزيمة (٣) في صحيحه اتبعه ثنا بندار بخبر غريب، قال: ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: "إن بلالا كان يقول: أشهد أن لا إلى إلا الله، حي على الصلاة، فقال له عمر: قل في أثرها أشهد ان محمدًا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "قل كما أمرك عمر". ورواه أبو الشيخ في كتاب الأذان عن محمد بن يحيي نا بندار بلفظ: كان يقول أول ما يأذن: أشهد أن لا إلى إلا الله، حي على الصلاة "، وقد ورد عنده/بلفظ آخر ذكره الطبراني [٥٠٧/أ] في الأوسط (٤) من حديث طلحة بن زيد عن يونس بن يزيد عن الزهري عن


(١) صحيح. رواه الترمذي في: أبواب الصلاة، (ح/١٩٠) . وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب، من حديث ابن عمر".
وحديث ابن عمر رواه أيضا البخاري (٢/٦٥-٦٦) ومسلم في (الصلاة، ح/١) والنسائي (١/٠٢ ١-١٠٣) ، وأحمد في المسند) رقم ٦٣٥٧ ج ٢ ص ١٤٨) . ويظهر ان القاضي أبا بكر بن العربي نسي انّ هذا الحديث في الصحيحين، فاعترض على تصحيح الترمذي إياه، فقال (١/٣٠٧) : "وعجب لأبي عيسى يقول: حديث ابن عمر صحيح! وفيه: ان النبي صلي الله عليه وسلم أمر بالأذان لقول عمر، وإنما أمر به لقول عبد الله بن زيد، وإنما جاء عمر بعد ذلك سمعه! ". (٢) صحيح. رواه أبو عوادة: (٢٦/٣٢٦) .
(٣) ضعيف. رواه ابن خزيمة (٣٦٢) والكنز (٢٣١٥٠) .
(٤) ضعيفة جدا. أورده الهيثم في "مجمع الزوائد " (١/٣٢٩) وعزاه إلى الطبراني=

<<  <  ج: ص:  >  >>