للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد أطنب شراح الحديث في شرحه, وليس هذا موضع استقصائه, والمقصود منه أن تعيير الرجل بفعل غيره ليس من شأن كامل الإيمان والمعرفة, فإن أبا ذر رضي الله تعالى عنه, قبل بلوغه المرتبة القصوى من المعرفة تساب هو وبلال الحبشي المؤذن, فقال له: يا ابن السوداء, فلما شكا بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: شتمت بلالا, وعيرته بسواد أمه, قال: نعم, قال: حسبت أنه بقي فيك شيء من كبر الجاهلية" فألقى أبو ذر خده على التراب, ثم قال: لا أرفع خدي حتى يطأ بلال خدي بقدمه".

والناس اليوم-والأمر لله- قد كثرت فيهم خصال الجاهلية, فتراهم يعيرون أهل البلد كلهم بما صدر عن واحد منهم, فأين ذلك من خصال الجاهلية؟!.

<<  <   >  >>