للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اتفقت له. فلما مات الأشرف وتسلطن الظاهر بعد ولده العزيز ظهر وعاد لما كان عليه، ثم ولي وكالة بيت المال بدمشق فتوجّه إليها.

وتوفي بها في هذه السنة، ولم أحرّر شهر وفاته حتى أُثبتْه.

٤٨ - محمد بن عمر بن عبد الله بن محمد بن غازي الدنجاوي (١)، الدمياطي، القاهري، الأزهري، الشافعي.

الشيخ شمس الدين المعروف بنسبته الأولى.

ولد سنة ست، وقيل اثنتين وثمانمائة تقريباً بدمياط.

ونشأ ذكياً، نجيباً، وقرأ، وحصل، واشتغل كثيراً، وأتقن فقه الشافعية والعربية، وبرع فيهما، وشارك بذكائه في فنون كثيرة، ثم تعانى الأدب فمهر فيه، ونظم الجيد من الشعر. وممن شهد له بجودة شعره الحافظ ابن حجر، رحمه الله، حين ترجمه في تاريخه "إنباء الغمر" (٢)، وناهيك بمن شهد الحافظ المذكور له. وكان فقير الحال، وله كتابة وحُسن محاضرة لا يُملّ منه. وكان الشيخ شرف الدين يحيى بن العطار قرّره في وظيفة خزانة كتب الخانقاه المؤيَّديّة، وكان قد توعّك في أوائل شهر شوال، فذُكر عنه أنه كان يخبر في مرضه ذلك بأمورٍ فتقع كما قال، وذكر في مرضه ذلك أنه رأى مناماً، وهو أنه أمّ بالناس وهم جمع وافر، وأنه قرأ في صلاته التي أمّ بها بسورة نوح عليه الصلاة والسلام وعلى نبيّنا معه، ووصل فيها إلى قوله تعالى: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ} [نوح: ٤]، فاستيقظ مرعوباً وجِلاً وقصّ المنام على بعض أصحابه، وقال لهم: هذا يدلّ على أنه يموت في مرضه ذلك، فكان كما (قال) (٣) بعد قليل. وله نظم كما ذكرناه، فمن ذلك، وفيه تورية بألقاب بعض خلفاء هذا [العصر]:

وصالُك "مُعتزٌّ" وحُسنك "حاكمُ" (٤) … ولحظك (٥) "منصورٌ" وخدّك (٦) "قاهرُ"

وصبري "مأمون" وقلبي "واثقٌ" … ود معي "سفّاحُ" ومالي "ناصرُ"


(١) انظر عن (الدنجاوي) في: إنباء الغمر ٤/ ١٩٤ رقم ١٤، والضوء اللامع ٨/ ٦٧١، ووجيز الكلام ٢/ ٥٧٨ رقم ١٣٣٥، ونيل الأمل ٥/ ١٥١ رقم ٢٠٠٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣٢، ٢٣٣.
(٢) ج ٤/ ١٩٤.
(٣) عن الهامش.
(٤) في الأصل: "جاكم".
(٥) في بدائع الزهور: "وفدّك عادل".
(٦) في نيل الأمل: "وأبوك"، وفي بدائع الزهور: "وجفنك".

<<  <  ج: ص:  >  >>