للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زِيرٌ بالسبيل الذي تجاه بركة الناصرية، بالقرب من زاوية أبي (١) شامة. وكذلك بحارة زَويلة بسبيل ابن (٢) جلّود، الذي إلى جانب باب داره. لكنْ شتّان ما بين الصنعتين، على أنهما- أعني ما بتلك البلاد وما بهذه البلاد من صنعة مالقة، لكن ما هناك عُمل للسلاطين.

[[جمادى الأول]]

وفيها استهلّ جمادى الأول بالجمعة، وطلع القضاة ومن له عادة للتهنئة للسلطان.

[[الرياح العاصفة]]

وفيه- أعني جماد [ى] هذا في يوم الأحد، ثالثه، ثارت رياح عاصفة جدًّا عظيمة هائلة بمدينة مالقة ونحن بها، فاقتلعت الكثير من الأشجار الهائلة العظيمة، فما ظنُّك بغيرها، وغرّقت الكثير من المراكب في البحر. ووردت الأخبار بأنه فسد بهذه الريح عدّة من مراكب للفرنج البرطقال، كانوا قد تجهّزوا بها قاصدين غزو المسلمين، فخذلهم اللَّه تعالى وأهلكهم. ودام هبوب هذه الرياح من بعد نصف العصر إلى فجر يوم الإثنين، وكانت أمرًا مهولًا، لا سيما في الليل (٣).

[وفاة الخَوند شُكْرباي]

وفيه، في يوم الأربعاء سادسه، مات الخَوَند شُكْرباي (٤) الأحمدية، زوجة السلطان، وكان لها جنازة حافلة مشهودة.

وستأتي ترجمتها في تراجم هذه السنة إن شاء اللَّه تعالى.

[طلوع والد المؤلّف إلى السلطان]

وفيه، في يوم الجمعة، عاشره، طلع الوالد للاجتماع بالسلطان على العادة، لتعزيته في الخَوَند شكْرْباي المذكورة، فقال له السلطان: لقد قاست خَوَنْد هذه من الشدّة في النزْع ما لا يُعبّر عنه، حتى لقد صغُرت الدنيا في عيني، وصغُرت عندي نفسي لما رأيتها على تلك الحالة.

فأجابه الوالد بجوابٍ حصل له عنده منه السرور والارتياح.


(١) في الأصل: "أبو".
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) خبر الرياح في: نيل الأمل ٦/ ٢٣٢.
(٤) ستأتي مصادر ترجمتها في الوفيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>