للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن ربكم: أي خالقكم ومربيكم بالنعم.

الله: لا غيره سبحانه وتعالى.

ثم ذكر الدليل على ذلك فقال: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: ٥٤] . هذا هو البرهان على ربوبية الله - عز وجل - أنه خلق السماوات والأرض، ولا أحد خلق شيئا منهما، ولا أحد أعانه سبحانه وتعالى على ذلك، بل هو المنفرد بخلقه {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} هل أحد من المشركين أو الملاحدة عارض هذا وقال: ما خلق الله السماوات والأرض، الذي خلقها هو فلان، أو أنا الذي خلقتها، أو خلقها الصنم الفلاني؟ هل قال هذا أحد من العالم قديما وحديثا، مع أن هذه الآية تتلى ليلا ونهارا؟ ولا أحد عارض فيها، ولا يستطيع أن يعارض أبدا.

في ستة أيام: هذه المخلوقات الهائلة العظيمة خلقها الله في ستة أيام، وهو قادر على أن يخلقها في لحظة، ولكنه خلقها في ستة أيام لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، وستة الأيام أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة، ففي يوم الجمعة تكامل الخلق؛ ولذلك صار هذا اليوم أعظم أيام الأسبوع. وهو سيد الأيام وعيد الأسبوع، وهو أفضل الأيام.

<<  <   >  >>