للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ورواه البيهقي في كتاب الآداب له من طريق حجاج بن فرافصه عن يحيى بن أبي كثير١.

وحجاج هذا قال فيه يحيى بن معين: لا بأس به.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وأثنى عليه أبو حاتم الرازي٢.

واعتضد الحديث برواية حجاج له، وخرج عن الغرابة التي أشار إليها الترمذي٣.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن غر كريم " أي ليس بذي مكر٤. فهو ينخذع لانقياده ولينه.

والمراد وصفه بعلة الفطنة للشر وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم وحسن خلق, وكذلك أتبعه صلى الله عليه وسلم بالوصف بالكرم.

وعكسه صفة الفاجر، يقال رجل خب، أي – رجل خبيث – خداع منكر، وأصل الكلمة من قوله: خب البحر إذا هاج واغتلمت أمواجه، فإن راكبه حينئذ يكون قريباً إلى الهلاك. كذلك من يصاحب الفاجر.


١ كتاب الآداب ص ٩٠.
٢ التاريخ لابن معين ٢/١٠٢، الجرح والتعديل ١/٢/١٦٤، تهذيب التهذيب ٢/٢٠٤.
٣ أعل الحافظ هذا الحديث بالحجاج، وبشر بن رافع وهو أضعف.
وقال: ومع هذا لا يتجه الحكم عليه بالوضع لفقد شرط الحكم في ذلك.
مشكاة المصابيح ٣/٣١٢.
٤ في النهاية لابن الأثير ٢/١٧٥ أي ليس بذي مكر. فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الحب. يقال: فتى غر وقد غررت تغر غرارة، يريد أن المؤمن المحمود من طبعه الغرارة وقلة الفظنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك جهلاً ولكنه كرم وحسن خلق.

<<  <   >  >>