للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما يقول من قصيدة أخرى في العام نفسه مقارنًا بين اتحاد الأمس أمام الحوادث، وتفكك اليوم في مواجهتها:

مشينا أمس نلقاها جميعًا ... ونحن اليوم نلقاها فرداى

ومن لقى السباع بغير ظفر ... ولا ناب تمزق أو تفادى١

كما ينعي أحمد محرم كذلك على الأحزاب إسلامها البلاد إلى الفوضى، وإيقاعها بالمواطنين الظلم، فيقول من قصيدة له سنة ١٩٢٥:

سائل الأحزاب ماذا عندها ... غير ترجاف ووهم مقلق

وتأمل هل ترى اليوم سوى ... دولة فوضى وحكم أخرق

فات "نيرون" رجال رزقوا ... من فنون الظلم ما لم يرزق٢

ويقول من قصيدة أخرى في السنة نفسها، داعيًا الشعب إلى الانفضاض عن الأحزاب، والانفصال عن الزعماء الحزبيين، الذين لم يعد لهم هم إلا الكيد والصراع، وإسقاط الوطن صريعًا شهيدًا في معركتهم الخاسرة:

دع الزعماء إن لهم لدينا ... يدين بغيره الشعب الرشيد

لمن تتألف الأحزاب شتى ... وما هذي الصواعق والرعود

تداعوا للوغى فهوى صريعًا ... على أيديهم الوطن الشهيد٣

كما يندد الكاشف بما منيت به البلاد على يد الأحزاب من فرقة أشعلت بين بنيها ما يشبه الحرب التي لا تنقضي، وفي ذلك يقول من قصيدة له سنة ١٩٢٥:

تنازع قومي اليوم جند وفادة ... فلم أر إلا سالبًا وسليبا

مبادئ أحزاب أرى أم منافعًا ... توالت صنوفًا بينهم وضروبا

تقضت حروب العالمين ولم أزل ... أرى بين أبناء البلاد حروبا٤


١ الشوقيات جـ٤ ص١٦.
٢ انظر: شعراء الوطنية لعبد الرحمن الرافعي ص٢٠٥-٢٠٦.
٣ انظر: شعراء الوطنية لعبد الرحمن الرافعي ص٢٠٧.
٤ انظر: المصدر السابق ص٢٤٨.

<<  <   >  >>