للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن غراميات الشاب الظريف، شمس الدين محمد بن العفيف، قوله في باب الانسجام:

عفا الله عن قوم عفا الصبر منهم ... فلو رمت ذكري غيرهم خانني الفم١

تجنوا كأن لا ودّ بيني وبينهم ... قديمًا وحتى ما كأنهم هم

وبالجزع أحباب إذا ما ذكرتهم ... شرقت بدمع في أواخره دم

ومشبوب ناري وجنة وجناية ... تعلمه ألحاظه كيف يظلم

ألم وما في الركب منا متيم ... وعاد وما في الركب إلا متيم

وليس الهوى إلا التفاتة طامح ... يروق لعينيه الجمال المنعم

خليلي ما للقلب هاجت شجونه ... وعاوده داء من الشوق مؤلم

أظن ديار الحي منا قريبة ... وغلا فمنها نفحة تتنسم

ومثله قوله:

لا تخف ما فعلت بك الأشواق ... واشرح هواك فكلنا عشاق

فعسى يعينك من شكوت له الهوى ... في حمله فالعاشقون رفاق

لا تجزعن فلست أول مغرم ... فتكت به الوجنات والأحداق

واصبر على هجر الحبيب فربما ... عاد الوصول وللهوى أخلاق

كم ليلة أسهرت أحداقي بها ... وجدًا وللأفكار بي إحداق٢

يا رب قد بعد الذين أحبهم ... عني وقد ألف الفراق فراق

واسود حظي عندهم لما سرى ... فيه بنار صبابتي إحراق

عرب رأيت أصح ميثاق لهم ... أن لا يصح لديهم ميثاق

ومثله قوله:

بتثني قوامك الممشوق ... وبأنوار وجهك المعشوق

ومعنى للحسن مبتكر فيـ ... ـك وقلب كقلبي المحروق

جُدْ بوصل أو زروة أو بوعد ... أو كلام أو وقفة في الطريق

أو بإرسالك السلام مع الريـ ... ـح وإلا فبالخيال الطروق٣


١ عفا: زال.
٢ إحداق: إحاطة.
٣ الطروق: الملم بالمكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>