للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"١.

٢- أن اللغة العربية هي لغة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولغة أصحابه رضي الله عنهم، وقد اعتنوا بها عناية كبيرة، وهي الوعاء الذي نقل بها إلينا، فسجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونُقِل الدين إلينا باللغة العربية، وكُتِبَ الفقه وعلومه بهذه اللغة العربية، وبالتالي فإن فهم الدين من مصادره الأصلية يعتمد على فهم اللغة العربية، ومعرفة معانيها ودلالاتها، وإذا أخفق المرء في فهمها عجز عن فهم معانيها ودلالاتها وربما رفع المنصوب ونصب المرفوع. يقول الكسائي ـ رحمه الله ـ ٢:

إنما النحو قياس يتبع ... وبه في كل أمر ينتفع

وإذا ما أبصر النحو الفتى ... مر في المنطق مراً فاتسع

وإذا لم يعرف النحو الفتى ... هاب أن ينطق جبناً فانقمع

يقرأ القرآن لا يعلم ما ... صَرَّفَ الإعراب فيه وصنع

فتراه يخفظ الرفع وإن ... كان من نصب ومن خفظ رفع

٣- أنها اتصفت بالاعتدال في عدد حروف كلماتها، فأكثرها وضعت على ثلاثة أحرف، وقليل منها أصله رباعي أو خماسي؛ لئلا يطول النطق ويعسر، في حين خرجت بعض اللغات الأخرى عن الاعتدال٣.

وفي هذا الاعتدال جوانب تربوية تعليمية مهمة، حيث تساعد متعلمها على


١ ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم، ص (٢٠٧) .
٢ أبو عبد الله الجراح، الورقة، ص (٢٦-٢٧) ، وابن عبد البر، بهجة المجالس (١/٦٨-٦٩) ، وفيها زيادة.
٣ محمد صالح الشنطي، المهارات اللغوية، ص (٥٢) .

<<  <   >  >>