للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأن كل فريق يرى أن طريقته خير من طريقة صاحبه، وببغض بعضهم بعضاً حتى قال التجانيون: لا يجوز زيارة من ليس على طريقتهم. وأنكروا في ذلك قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}

وأنكروا الأحاديث الواردة في زيارة الأخوان، افنترك العمل بالآية الكريمة والأحاديث الواردة في ذلك لقول أحد كائناً من كان؟ اللهم لا. والفرقة من أخس أوصاف المبتدعة ولوازمها، لأنه خروج عن حكم الله، وتفريق لجماعة أهل الإسلام.

صاحب البدعة ملعون وممنوع من الشفاعة المحمدية

والنبي صلى الله عليه وسلم بريء منه، لما روى أنه صلى الله عليه وسلم قال: "حلت شفاعتي لأمتي، إلا صاحب بدعة" ذكره الشاطبي في الاعتصام. والبدعة رافعة للسنن التي تقابلها، ليس لصاحبها توبة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حجر التوبة عن كل صاحب بدعة" كذا في الشاطبي. وهو ملعون شرعاً. لقوله صلى الله عليه وسلم: " من أحدث بدعة أو أوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" ذكره الشاطبي عن مالك.

ومعلوم لكل ذي لب أن هذه الطرق كلها محدثة لأن ما لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ديناً فهو بدعة باتفاق السلف والخلف، ويبعد صاحبها عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم لحديث رواه مالك في الموطأ ولفظه: "فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم هلم، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك فأقول: فسحقاً فسحقاً، فسحقاً".

<<  <   >  >>