للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١- كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة بشتى أنواعها مع أنه مغفور له المتقدم والمتأخر من ذنبه، فلقد جاء عند البخاري١، ومسلم٢ من حديث المغيرة بن شعبة وحديث عائشة - رضي الله عنهما - أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". هذا لفظ حديث عائشة عند البخاري، وعندهما نحو هذا اللفظ أيضًا.

٢- وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه سجود الشكر عند تجدد نعمة تسُرُّ، أو اندفاع نقمة، كما جاء عند كل من أبي داود٣، والترمذي٤، وابن ماجه٥، وأحمد٦، من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسرُّه أو يُسَرُّ به خرَّ ساجدًا شكرًا لله تبارك وتعالى. واللفظ لابن ماجه، والباقون بنحوه، وعند أحمد فيه قصة، وقال الترمذي في آخره: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث بكار بن عبد العزيز، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، رأوا سجدة الشكر. وعن


١ الصحيح، كتاب التهجد، باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - الليل (٣/١٤) وكتاب التفسير، باب ليغفر الله لك ... (٨/٥٨٤) ، وكتاب الرقاق، باب الصبر على محارم الله (١١/٣٠٣) .
٢ الصحيح، كتاب صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة (٤/٢١٧١-٢١٧٢) .
٣ السنن، كتاب الجهاد، باب سجود الشكر (٣/٨٩) .
٤ الجامع، كتاب السير، باب ما جاء في سجدة الشكر (٥/٢٠٠) .
٥ السنن، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الصلاة والسجود عند الشكر (١/٤٤٦) .
٦ المسند (٥/٤٥) .

<<  <   >  >>