وأقدم وصف لهذا المسجد أورده أحد السائحين الفرنجة إلى الشرق وهو الأسقف اركولف، اسقف غاليا (فرنسا اليوم) ، حيث زار القدس بقصد الحج عام ٦٧٠ م أي بعد الفتح الإسلامي بحوالي اثنين وعشرين عاماً فقط. فقال إن عمر بن الخطاب بنى بساحة الهيكل مسجداً مربع الشكل، يتسع لحوالي ثلاثة آلاف مصلي، ويقع إلى جوار الحائط من الشرق، وهو مبنى من بقايا أعمدة وجذوع أشجار، وغير مسقوف. كما ذكر لي سترانج بأن المؤرخ الرومي ثيوفانوس (٧٥١-٨١٨ م) قد وصف المسجد الذي بناه عمر فقال: " إن الخليفة عمر بن الخطاب بدأ يبني مسجده في منطقة الهيكل سنة ٦٤٣م (٢٢هـ) ١، لهذا ظل الغربيون والنصارى عامة يطلقون اسم (مسجد عمر) على المسجد الأقصى، مع أن (مسجد عمر) عند المسلمين هو المسجد الصغير المقام أمام كنيسة القيامة على المكان الذي صلى فيه عمر بن الخطاب عندما فتح القدس.