للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامساً: كتاب الصفات: حيث قال الأشعري: وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات، تكلمنا عن أصناف المعتزلة والجهمية والمخالفين لنا فيها في نفيهم علم الله وقدرته وسائر صفاته وعلى أبي الهذيل (١)، والنظام (٢)، وعلي معمر (٣) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(١) هو: شيخ الكلام ورأس المعتزلة محمد بن الهذيل بن عبيد الله البصري، المعتزلي، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة، كان صاحب تصانيف، وضلال مبين، وتصانيفه كثيرة ولكنها بحمد الله غير موجودة ولم يكن تقياً، وورد أنه كان صاحب خمر، وكان يرى أن عذاب جهنم ونعيم الجنة ينتهيان وأنكر صفات البارئ حتى العلم والقدرة، وقد طال عمره حتى خرف وعمي، وقيل أنه عُمِّر حتى بلغ مائة سنة. واختلف في سنة وفاته، فقيل ست وعشرين ومائتين وقيل سبع وعشرين ومائتين، وقيل خمس وثلاثين ومائتين انظر سير أعلام النبلاء ١١/ ١٧٣ و ١٠/ ٥٤٢، وتاريخ بغداد ٣/ ٣٦٦، ولسان الميزان ٥/ ٤١٣.
(٢) هو: شيخ المعتزلة إبراهيم بن سيار بن هانئ أبو إسحاق النظام كان من أئمة المعتزلة وتكلم في القدر وانفرد بمسائل عظام، وكان يقول (إن الله لا يقدر على الظلم والشر، وأن الله لا يقدر على إخراج أحد من جهنم وبأنه جل وعلا لا يقدر على إصلاح ما خلق)، وكان متهماً بالزندقة، وقيل كان على دين البراهمة المنكرين للنبوة والبعث وله كتب عدة وهي لا توجد والحمد لله منها الطفرة، وكان من تلامذته الجاحظ فبئس الشيخ والتلميذ، هلك عدو الله بعد أن سقط في غرفته وهو سكران. في سنة بضع وعشرين ومائتين، وقيل إحدى وثلاثين ومائتين انظر سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٤١، والأعلام ١/ ٤٣.
(٣) هو: معمر بن عمر بن عباد البصري السلمي المعتزلي كان يقول بإن في العالم أشياء موجودة لا نهاية لها ولا لها عند الله عدد ولا مقدار وهذا ضلال مبين مدحوض بقوله تعالى: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: ٢٨] ومردود بقوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: ٨] ولذلك قامت عليه المعتزلة بالبصرة ففر إلى بغداد. وكان يزعم أن الله لم يخلق لوناً، ولا طولاً، ولا عرضاً، ولا عمقاً، ولا رائحة، ولا حسناً، ولا قبحاً، ولا سمعاً ولا بصراً، بل ذلك فعل الأجسام بطباعها وهو مردود عليه بقوله تعالى: {خلق الموت والحياة} وكان بينه وبين النظام مناظرات ومنازعات وله تصانيف في الكلام هلك سنة ٢١٥ هـ - انظر سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٤٦، الفهرست لابن النديم ص ٢٠٧.

<<  <   >  >>