الدين أبو الروح عيسى بن عثمان بن عيسى الغزي ثم الدمشقي قدم دمشق للاشتغال في الفقه على المشايخ منهم شمس الدين ابن قاضي شهبة وعماد الدين الحسباني وشمس الدين الغزي وعلاء الدين حجي والقاضي تاج الدين السبكي وسافر إلى الشيخ صدر الدين الخابوري١ بمدينة طرابلس فأذن له بالإفتاء ودخل القاهرة وأخذ عن الشيخ جمال الدين الأسنوي ولم يزل مواظبا على الاشتغال والمطالعة واشتغل بمعرفة الفقه وحفظ الغرائب وفي زمن القاضي ولي الدين بن أبي البقاء حفظ تصديرا على الجامع وتصدى للاشتغال واعتنى بذلك وكثرة طلبته وصار بعد موت الشيخ نجم الدين ابن الجابي هو عين المصدرين بالجامع ويحضر عنده فضلاء الطلبة وتصدى للإفتاء بعد موت الشيخين الزهري وابن الشريشي وجمع مصنفات كثيرة مهمة حسنة في الفقه وغالبها احترق في فتنة تمرلنك وناب في القضاء على الشريف شرف الدين وغيره ودرس بالمسرورية بعد موت الشيخ زين الدين القرشي ثم نزل له القاضي بدر الدين محمد بن أبي البقاء عن تدريس الرواحية هذه بعوض قبل موته بنحو ثلاث سنين توفي في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وسبعمائة ودفن بمقبرة باب الصغير ثم ولي تدريسها ونظرها قاضي القضاة برهان الدين بن خطيب عذرا وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الركنية ثم ولي ذلك عوضا عنه الشيخ شمس الدين البرماوي وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية ولم اذكر وفاته وهي في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وقال ابن قاضي شهبة في ذيله في المحرم سنة خمس وعشرين: وعقب وفاة برهان الدين فلما جاء قاضي القضاة يعني من الحجاز ولي الشيخ علاء الدين بن سلام نصف تدريس الركنية الذي كان بيد برهان الدين شريكه وولي الشيخ شمس الدين البرماوي تدريس الرواحية ونظرة تربة بلبان انتهى وأعاد بهذه المدرسة جماعة منهم الإمام العلامة الفقيه المفتي كمال الدين أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي أحد مشايخ