للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأنكر أبو علي الفارسي على الفراء أن تكون (كي) في البيت السابق مرخمة من كيف، وحتَّم أن تكون فيه حرفاً بمعنى اللام، بحجة أن كيف اسم ثلاثي خال من علامة التأنيث، والثلاثي لا يرخم منه إلا ما لحقتة علامة التأنيث، كما أنه نكرة والنكرة لا ترخم، وهو مبني لمشابهته الحروف، والحذف لا يكون في الحروف قال: "وكذلك ينبغي أن لا يكون فيما غلب عليه شبهُها وصار بذلك في حيّزها"١.

الضرب الثاني وهو قياسي: حرف تعليلي كاللام معنى وعملاً٢، وذلك إذا وليها (ما) الاستفهامية نحو كيمه؟، أو المصدرية، ويمثل لها النحاة بقول الشاعر:

إذا أنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَضُرَّ فَإنَّما ... يُرَجّى الفَتى كَيْما يَضُرُّ وَيَنْفَعُ٣

أو وليتها اللام ومنه قول:

وَأَوْقَدْتُ ناري كَيْ لِيُبْصَر َضَوْؤُها ... وَأَخْرَجْتُ كَلْبِي وَهْوَ في البَيْتِ داخِلُهْ٤


١ ينظر المسائل البغداديات: ٣٤٩.
٢ القول بجواز أن تكون (كي) تعليلية هو رأي سيبويه وجمهرة البصريين، ويحتِّم الكوفيون وابن السراج أن تكون (كي) مصدرية.
ينظر: الكتاب: ٣/٦، والمقتضب: ٢/٨، والأصول: ٢/١٤٧، والإنصاف: المسألة الثامنة والسبعون، وابن يعيش: ٧/١٧، والتصريح: ٤/٢٨٩.
٣ بيت من الطويل نسب للنابغة الجعدي وهو في: ذيل ديوانه: ٢٤٦، ولقيس بن الخطيم في تكملة ديوانه: ١٧٠ وهو فيه بنصب الفعلين: (يضرًّ وينفعا) وللنابغة الذبياني في المقاصد النحوية ٤/٣٧٩ وأشار العيني إلى النزاع في نسبته، ونسبه البحتري في حماسته:٣٣٩ إلى عبد الله بن معاوية فثبّته جامع ديوانه بناء على هذه النسبة:٥٩، ونسب لبعد الأعلى بن عبد الله في الحيوان: ٣/٧٦.
٤ بيت من الطويل نسب لحاتم الطائي في صلة ديوانه: ٢٨٧، ولمنصور النمري في ملاحق ديوانه:١٣١ مع اختلاف في موضع الشاهد والبيت في حماسة أبي تمام ٢/٣٣٤.

<<  <   >  >>