للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قراءة الجمهور بنصب: (مِلَّةَ) ، وقرئ١ في الشواذ برفع (مِلَّةُ) ، وتوجَّه قراءة الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره بل الهَدْيُ ملةُ، أو مبتدأ خبره محذوف تقديره بل ملةُ إبراهيم حنيفاً هدْيُنا.

وفي توجيه قراءة النصب أربعةُ أقوال:

الأول: أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره بل نتَّبِعُ ملةَ إبراهيم٢.

الثاني: أنه منصوب على الإغراء أي: عليكم ملةَ إبراهيم، وبه قال أبو عبيدة٣.

الثالث: أنه منصوب على أنه خبر لـ (نكون) محذوفة، والمعنى حينئذٍ بل نكون أهلَ ملَّةِ إبراهيم، أو أصحابَ ملَّةِ إبراهيم، فحذف المضافُ، وأقيم المضافُ إليه مُقامه وهو رأي الفراء، والأخفش، والزجاج، والزمخشري٤.

الرابع: أنه منصوب على نزع الخافض والمعنى نقتدي بملة إبراهيم٥.

فالوجه الأول والثاني من هذه الأقوال واحد وهو أنه مفعول به ولكن العامل مختلف، والوجه الرابع مفعول به توسعاً بعد نزع الخافض، والثالث خبر كان.


١ القراء هم: يحيى بن هرمز والأعرج وابن أبي عبلة.
ينظر: مختصر ابن خالوية:١٧وتفسير القرطبي:٢/٩٥،والفريد:١/٣٨٠، والبحر:١/٤٦٤.
٢ وهو تقدير الأخفش: معاني القرآن: ١٥٠.
٣ ينظر مجاز القرآن: ١/٥٧.
٤ ينظر: معاني القرآن للفراء:١/٨٢، ومعاني القرآن للأخفش: ١٥٠، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج: ١/٢١٣، والكشاف: ١/٣١٤، وعزا هذا القول ابنُ الأنباري في البيان في غريب إعراب القرآن للكوفيين: ١/١٢٤.
٥ ذكر هذا الوجه أبو جيان في البحر: ١/٦٤٦، والسمين في الدر: ٢/١٣٥.

<<  <   >  >>