للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في انتصاب (سِرّاً) مع الفعل (واعد) ستة أوجه ذكرها العلماء١، وقدّروا في بعضها مفعولاً محذوفاً وهو لا تواعدوهنّ نكاحاً سراً:

الأول: أنه مفعول ثانٍ للفعل (واعد) .

والثاني: أنه حال من فاعلِه أي لا تواعدوهنّ مستخفين.

الثالث: أنه نعت مصدر محذوف والتقدير: لا تواعدوهنّ مواعدةً سرّاً.

الرابع: أنه حال من ذلك المصدر المحذوف مع جعل المصدر معرفه والتقدير: المواعدة مستخفية.

الخامس: أنه منصوب على الظرفية أي في سرٍّ.

السادس: أن يكون منصوباً على نزع الخافض والتقدير على سرٍّ، وذلك عند من فسّر السر بالجماع، ذكر هذا المنتجب، وابن هشام، وعزاه للأخفش٢.

وقال تعالى: {وإنْ كُنْتُم مَّرْضى أوْ عَلى سَفَرٍ أوْ جاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الغائِطِ أوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيداً طَيِّباً} ٣.

الفعل: (تَيَمَّمَ) سمع من العرب متعدياً بنفسه قال خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ:

تَيَمَّمْتُ كَبْشَ القَوْمِ حَتَّى عَرَفْتُهُ ... وَجانَبْتُ شُبَّانَ الرِّجالِ الصَّعالِكا

فإنْ تَكُ خَيْلِي قَدْ أُصيبَ صَميمُها ... فَعَمْداً عَلى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا٤


١ ينظر: معاني القرآن للزجاج:١/٣١٣والتبيان:١٨٨،والفريد:١/٤٧٧،والبحر:٢/٥٢٢، الدر المصون: ٢/٤٨٣.
٢ الفريد:١/٤٧٧، ومغني اللبيب: ١٩٠، ٦٨١.
٣ النساء ٤٣، والمائدة: ٦.
٤ بيتان من الطويل وهما في ديوانه (ضمن شعراء إسلاميون) : ٤٨٤، وفي الأغاني ٢/٢٩٠، والحماسة البصرية:١/١٠١، والخزانة: ٥/٤٤٠، مع اختلاف يسير في الرواية.

<<  <   >  >>