للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويصح أن يكون الضمير مفعولاً به، ومنازل حينئذٍ إما ظرف مكان أي: قدّر القمر في منازل، ويشكل أن العامل في الظرف ليس من مادته، أو مفعولٌ به ثانٍ بعد حذف مضافٍ وإحلال المضاف إليه محلّه، وذلك إذا ضمّن الفعل قدّر معنى صيّر، والمعنى صيّر القمر ذا منازل، أو حال من الضمير إذا فسّر قدّر بـ (خلق أو هيَّأ) ، والمعنى خلق الله القمر متنقلاً١.

وقال تعالى: {وَاسْتَبَقا البابَ وَقَدَّتْ قَميصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدى البابِ} ٢ الفعل (استبق) بمعنى (تسابق) فهو لازم يتعدى بـ (إلى) ، فـ (البابَ) في الآية الكريمة منصوب إمّا على نزع الخافض، وإما على تضمين (استبق) معنى (ابتدر) ، ونزع الخافض هنا ليس قياسياً، والتضمين في قياسيته كلام٣.

وقال تعالى: {آتُوني زُبَرَ الحَديدِ} ٤.

قرأ٥أبوبكر شعبةُ بنُ عيّاش٦ عن عاصم (ايتوني) بهمزة وصل ثم ياء منقلبة عن همزة هي فاء الكلمة من (أتى يأتي) من المجيء، والفعل: (أتى) يتعدَّى


١ ينظر المراجع السابقة.
٢ يوسف ٢٥.
٣ ينظر: معاني القرآن للزجاج ٣/١٠٣، والفريد٣/٤٨،والبحر: ٦/٢٥٩،والدر: ٦/٤٧٠.
قال الزمخشري في الكشاف: ٢/٣١٢:" {وَاسْتَبَقا البابَ} وتسابقا إلى الباب على حذف الجار وإيصال الفعل كقوله: {واخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} أو على تضمين استبقا معنى ابتدرا"ا?.
٤ الكهف: ٩٦.
٥ ينظر: المبسوط: ٢٤٠، والتذكرة لابن غلبون: ٥١٧، والتيسير للداني: ١٤٦، والإقناع لابن الباذش: ٦٩٣، والنشر: ٢/٣١٥، والاتحاف: ٢/٢٢٦.
قال ابن الجزري: "واختلفوا في {ردماً آتوني} و {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ} فروى ابن حمدون عن يحيى، وروى العليمي كلاهما عن أبي بكر بكسر التنوين في الأول، وهمزة ساكنة بعده، وبعد اللام في الثاني من المجيء، والابتداء على هذه الرواية بكسر الهمزة، وإبدال الهمزة الساكنة ياءً، ووافقهما حمزة في الثاني" النشر: ٢/٣١٥.
٦ هو: أبو بكر بن عيّاش بن سالم الأسدي الكوفي مقرئ روي عن عاصم، وأخذ عنه الكسائي توفي عام ١٩٣ ?.
ينظر ترجمته في: معرفة القراء الكبار: ١/١٣٤ وبهامشه ثبت طويل لمصادر ترجمته لمن أراد ذلك.

<<  <   >  >>