للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والعلم الحقيقي هو معرفة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ١.

ولا يكون الداعية إلى الله ناجحاً في دعوته، حكيماً في أمره ونهيه إلا بالعلم الشرعي، وإن لم يصحب الداعية من أول قدم يضعه في الطريق إلى آخر قدم ينتهي إليه فسلوكه على غير الطريق، وهو مقطوع عليه طريق الوصول، ومسدود عليه سبيل الهدى والفلاح، وهذا إجماع من العارفين، ولا شك أنه لا ينهى عن العلم إلا قطاع الطريق، ونواب إبليس وشُرَطُه ٢.

ومن الأدلة الواردة في فضل العلم والحث عليه قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} ٣.

وقوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} ٤.

وقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ٥.

ومن الأحاديث: ماجاء عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" ٦.


١ سورة النحل، الآية (٤٤) .
٢ انظر مدارج السالكين، لابن القيم، ٢/٤٨٣.
٣ سورة الزمر، الآية (٩) .
٤ سورة المجادلة، من الآية (١١) .
٥ سورة فاطر، الآية (٢٨) .
٦ صحيح البخاري مع الفتح، ١/١٦٤، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، رقم ٧١، وصحيح مسلم، ٢/٧١٨، كتب الزكاة، باب النهي عن المسألة، رقم ١٠٣٧، والترمذي، ٤/١٣٧، أبواب العلم، باب إذا أراد الله بعبده خيراً فقهه في الدين، رقم ٢٧٨٣.

<<  <   >  >>