للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أبو بكر الصديق في ذلك كذلك أسلم على يديه من لا يحصون، وانتفع به من الخلق كثيرون١.

ولما أرسل الله سبحانه وتعالى موسى وهارون - عليهما السلام - إلى فرعون - طاغية مصر وجبارها - أمرهما أن يخاطباه باللين واللطف.

قال تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ٢.

قال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ ‍!: "هذه الآية فيها عبرة عظيمة وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه، إذ ذاك ومع هذا أمر أن لا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين"٣.

وقد ورد في هذا المعنى استدلال المأمون عندما وعظه رجل وعنّف له في القول، فقال: يا رجل ارفُقْ فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، وأمره بالرفق، قال تعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً} ٤ ٥.

ومن الأحاديث النبوية التي تبين فضل الرفق واللين وتحثُّ عليه مايلي:

١- عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" ٦.


١ انظر تذكرة أولي الغير بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للشيخ عبد الله القصّير، ٣١-٣٤.
٢ سورة طه، الآيتان (٤٣-٤٤) .
٣ تفسير ابن كثير، ٣/١٦٣.
٤ سورة طه، الآية (٤٣) .
٥ انظر إحياء علوم الدين، للغزالي، ٢/٣٣٤.
٦ صحيح مسلم، ٤/٢٠٠٤، كتاب البر والصلة، باب فضل الرفق، رقم ٢٥٩٤.

<<  <   >  >>