للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعظم إظهاراً للبدع المخالفة للكتاب والسنة وإعانة لأهل النفاق والبدعة" وظهرت فيهم "الفواحش والمنكرات والظلم والبغي والعدوان والعداوة لأهل البر والتقوى من الأمة، والاطمئنان لأهل الكفر والنفاق" (١).

وبهذا كله يتضح مدى ما وصل إليه حال هؤلاء القوم من كفر وإلحاد وزندقة، وقد حكى شيخ الإسلام إجماع العلماء واتفاقهم على كفر هؤلاء القوم وإلحادهم وزندقتهم (٢)، ولظهور هذا الأمر ووضوحه لم يكن بيانه مقتصراً على أئمة السنة فحسب، بل "حتى الشيعة والمعتزلة ونحوهم فإنهم متفقون على تكفيرهم، كما اتفق على تكفيرهم أئمة السنة» (٣)، وقد صنف العلماء من مختلف المذاهب مصنفات عديدة في كشف أسرارهم وهتك أستارهم وبيان انحرافهم وقبح معتقداتهم (٤).

"ولأجل ما كانوا عليه من الزندقة والبدعة بقيت البلاد المصرية مدة دولتهم نحو مائتي سنة قد انطفأ نور الإسلام والإيمان حتى قالت فيها العلماء: إنها كانت دار ردة ونفاق كدار مسيلمة الكذاب" (٥).

فهذه هي حقيقة حال هؤلاء العبيدين، وما ذكر إنما هو بعض من مظاهر كفرهم بالله، وعدائهم لشرعه ومحاربتهم لأهل الإيمان والقبلة، وفسقهم وفجورهم، وسوأتهم أكبر من هذا وأكثر، ولكن المراد بيان فساد اعتقاد هؤلاء القوم فيهم، فمن كانت هذه حاله، فكيف يكون مؤمناً؟! فضلاً عن أن يكون ولياً أو صالحاً تقياً (٦)؟!


(١) المصدر السابق (٣٥/ ١٢٧).
(٢) انظر: منهاج السنة النبوية (٦/ ٣٤٢) ومسألة في الكنائس (ص: ١٠٨).
(٣) درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٨ - ٩) وانظر: منهاج السنة النبوية (٦/ ٣٤٣)
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٢٩)، درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٨ - ٩)، منهاج السنة النبوية (٦/ ٣٤٣).
(٥) الفتاوى الكبرى (٣/ ٤٩٩).
(٦) انظر لمعرفة المزيد من حالهم: اتعاظ الحنفاء للمقريزي، والدولة الفاطمية للصلابي.

<<  <   >  >>