للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ عَلِيٌّ: لَا وَاللهِ لَا أَمْحُوكَ (١) أَبَدًا. فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْكِتَابَ (٢)، وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قاضَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ لَا يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّيْفَ فِي الْقِرَابِ (٣)، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا. فَلَمَّا دَخَلَهَا (٤) وَمَضَى الأَجَلُ (٥) أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ: اخْرُجْ عَنَّا، فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمِّ يَا عَمِّ. فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ، فَأَخَذَ بِيَدِهَا

"مَا قَاضَى" في عسـ، ذ: "مَا قَاضَى عَلَيهِ". "وَمَضَى" في نـ: "وَقَضَى". "فَقَدْ مَضَى" في نـ: "فَقَدْ قَضَى". "ابْنَةُ حَمْزَةَ" في عسـ: "بِنتُ حَمْزَةَ".

===

(١) قوله: (لا أمحوك) أي: [لا] أمحو اسمك، فإن قلت: كيف لم يمتثل عليٌّ أمره - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: عرف بالقرائن أنه لم يكن للإيجاب، "ك" (١٦/ ١١٧).

(٢) قوله: (فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتابَ) فقال لعلي: "أرني مكانها، فمحاها، فأعادها لعلي فكتب"، وبهذا التقرير يزول الاستشكال الذي ظاهره يقتضي أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب وهو مستلزم لكونه غير أُمِّيٍّ فيناقض الآية التي قامت بها الحجة، كذا في "القسطلاني" (٩/ ٢٩٣). قال الكرماني (١٦/ ١١٧): فإن قلت: هو النبي الأمي فكيف كتب؟ قلت: الأمي من لا يحسن الكتابة لا من لا يكتب، أو الإسناد مجازي؛ إذ هو الآمر بها، أو كتب خارقًا للعادة على سبيل المعجزة، انتهى.

(٣) وعاء يكون السيف فيه بغمده، "ك" (١٦/ ١١٧).

(٤) أي: في العام المقبل، "ك" (١٦/ ١١٧).

(٥) أي: قرب مضي الثلاثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>