للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطيء الإفاقة، ثقيل الصدر، خفيف العجز فقال: وأنت حديدة الركبة، واسعة الثقبة، سريعة الوثبة قبيحة النقبة.

[شؤم أحد الزوجين على الآخر]

تزوج امرأة رجل قد مات عنها خمسة أزواج فمرض السادس فقالت: إلى من تكلني قال: إلى السابع الشقيّ. وتزوج أعرابي أربعة نسوة متن عنده، ثم تزوج امرأة مات عنها خمسة أزواج فقال:

بوازل أعوام أذاعت بخمسة ... وتعتدّني إن لم يق الله شائيا

ومن قبلها أهلكت بالشّؤم أربعا ... وواحدة أعتدّها في حسابيا

كلانا مظل مشرف لغنيمة ... ويقضي إله الخلق ما كان قاضيا

وقيل: رأت عائشة بنت الفرات ثلاثة ألوية كسرت على صدرها، فسألت أمّها ابن سيرين. فقال: يتزوجها ثلاثة من الأشراف يقتلون عنها، فتزوجها يزيد بن المهلّب، ثم عمرو بن يزيد الأسدي فقتلا، وتزوجها الحسن بن عثمان الزهري فجرى بينهما يوما كلام فقالت: والله لتقتلن وأخبرته فطلقها. وتزوجها العباس بن عبد العزيز فقتل.

وروي أن أم حبيب بنت قيس العدوية قالت: لا أنكح إلا العدويين المحمدين، فنكحت محمد بن عمرو بن العاص ففارقها، ثم محمد بن خليفة فقتل، ثم محمد بن أبي بكر فقتل، ثم محمد بن جعفر بن أبي طالب فمات، ثم محمد بن إياس فتوفيت معه.

وكان ابن عمر يقول: من أراد الشهادة الحاضرة فليتزوج بها.

[إمتناع أحد الزوجين من التزويج بعد موت صاحبه]

يقال: ما وفت امرأة لزوجها إلا قضاعيتان: نائلة بنت الفرافصة أرملة عثمان فإنها قلعت ثنيتها بعد عثمان مخافة أن يخطبها رجل، وامرأة هدبة العذري فإنها لما رأت زوجها يقاد للقتل، أنشدها

فلا تنكحي إن فرّق الدّهر بيننا ... أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا

فعمدت إلى سكين فقطعت أنفها وقالت: كن آمنا من ذلك. فقال: الآن طاب ورود الموت. وتزوّج رجل بابنة عمّ له يقال لها رباب وتعاهدا على أن لا يتزوج أحدهما بعد موت الآخر فمات الرجل، وأكرهت المرأة على التزويج فلما كان ليلة الزفاف رأت في منامها أن ابن عمها آخذ بعضداتي الباب، فأنشد:

حييت سكان هذا البيت كلّهم ... إلا الرباب فإنّي لا أحيّيها

أمست عروسا وأمسى منزلي خربا ... ولم تراع حقوقا كنت أرعيها

فانتبهت مذعورة، وحلفت أن لا تجمع رأسها ورأس الرجل وسادة. وكان شيرويه لما قتل أباه سكرى أراد أن يتزوج بشيرين امرأة أبيه، فقالت له: على ثلاث شرائط: أن

<<  <  ج: ص:  >  >>