المحرم، وقيل: كان ابن ثلاث وستين سنة. وقيل: ابن ستين وقيل: خمس وخمسين.
وخلافته كانت عشر سنين وسبعة أشهر وخمس ليال وقيل ثمانية أشهر وأربعة أيام.
[من فضائله]
كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: اللهم أيدّ الإسلام بعمر ابن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام فأصبح عمر فقرع الباب على النبي صلّى الله عليه وسلّم فأسلم وخرج فصلّى في المسجد ظاهرا.
وقال عليه الصلاة والسلام: إن الشيطان يفرق من عمر. وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنّة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر وقال: بأبي وأمي يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعليك أغار.
وقال عليه الصلاة والسلام: بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص «١» ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض على عمرو عليه قميص يجره قالوا: ما أوّلت يا رسول الله؟ قال: الدين.
وقال عليه الصلاة والسلام: إن من قبلكم كان فيهم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإنه عمر بن الخطاب.
وقال عبد الله بن مسعود: إذ ذكر الصالحون فحيهلا «٢» بعمر كان والله للإسلام حصنا حصينا يدخل فيه الناس ما دام حيا ولا يخرجون منه، فلما مات انثلم ذلك الحصن. وكان يبغض الملق والتقرب وضرب ناسا على أن قالوا: يا خير الناس وقدموا إسمه في الديوان، فغضب وقال: ضعوا عمر وآل عمر حيث وضعهم الله وكان عبد الملك يقول: إذا ذكر عمر كان ذكره أسفا للأمة وطعنا على الأئمة.
[من فضائل أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما]
روي عن أمير المؤمنين أن النبي صلّى الله عليه وسلّم نظر إلى أبي بكر وعمر فقال: هذان سيدا كهول أهل الجنة. وقال عليه السلام: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. وروي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما أسس بناء المسجد، جاء بحجر فوضعه ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه، فسئل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك فقال: هم أمراء الخلافة بعدي وقيل لعلي بن الحسين رضي الله عنهما: ما منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال منزلتهما منه اليوم وحثّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على الصدقة فجاء أبو بكر بماله كله، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما أعددت لعيالك؟ فقال: الله ورسوله. وجاء عمر بنصف ماله، فقال: ما