لو كان يبكي كتاب الله من أحد ... لطول إلف بكتك الآي والسور
المختصّ بمرثية الأبوين
قيل: موت الأبوين سد بابين من أبواب الجنة. قال قتيبة بن مسلم لما ماتت أمه لأبي مجلز: لقد سدّ دوني باب من أبواب الجنة قال: نعم وباب من أبواب النار لأنك ما كنت تأمن أن تعقها.
قال كشاجم:
أبعد مصاب الأمّ آلف مضجعا ... وآوي إلى خفض من العيش أو ظلّ
سترضع عيني قبرها من دموعها ... بما كلفته من رضاعي ومن حملي «١»
رثيت لنصل يأخذ الموت جفنه ... وأعجب من فرع ينوح على أصل
وبكت صبية أباها، فقالت: وا أبتاه تركتنا كالبهم ليس لنا رعاة، وا أبتاه تركتنا كالزرع ليس له مسقاة.
[الفجيعة بولد صغير]
قال أحمد بن أبي طاهر:
بدر ليل بدر النق ... ص له قبل تمامه
كان نورا من رياض ... فذوى قبل ابتسامه «٢»
وقال أعرابي:
يا غائبا ما يؤوب من سفره ... عاجله موته على صغره
شربت كأسا أبوك شاربها ... لا بدّ منها ولو على كبره
وقال المتنبي:
فإن تك في قبر فإنّك في الحشا ... وإن تك طفلا فالأسى ليس بالطّفل «٣»
ومثلك لا يبكى على قدر سنّه ... ولكن على قدر المحيلة والأصل
بنفسي وليد عاد من بطن أمه ... إلى بطن أم لا تطرق بالحمل
وقد مدّت الخيل العتاق عيونها ... إلى وقت تبديل الرّكاب من النّعل «٤»