للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يرض فهو جبار، وقيل: من لم يغضب من الجفوة لم يشكر أخا النعمة. وقيل: فلان يملك حالتيه أي غضبه ورضاه.

الحثّ على ترك الغضب المؤدّي إلى الاعتذار

قال حكيم: إياك وعزة الغضب فإنها تصير «١» بك إلى ذلّ الاعتذار.

قال الشاعر:

ولا تحكم من بعض الأمور تعزّزا ... فقد يورث الذلّ الطويل تعزّز

وقال آخر:

ولرّب ممتعض هو المتذّلل «٢»

وقال آخر:

متى ترد الشفاء لكل غيظ ... تكن مما يغيظك في إزدياد

[سرعة الغضب وبطؤه]

قيل: أسرع الناس رضا أسرعهم غضبا، كالحطب أسرعه خمودا أسرعه وقودا.

وكان بعض الناس يقول: أعوذ بك من غضب من لا يكاد يغضب، وأعوذ بك من غضب امرأة قادرة وذي قوة قاهرة.

الحثّ على ملأمة النّاس

قال أبو العتاهية «٣» :

ساهل النّاس إذا ما غضبوا ... وإذا عزّ أخوك فهن

قال محمود الورّاق:

دار الصديق إذا استشاط تغضّبا ... فالغيظ يخرج كامن الأحقاد «٤»

ولربّما كان التغضّب باحثا ... لمثالب الآباء والآجداد

النّهي عن مراجعة السفيه ومدح فاعل ذلك

قال الله تعالى: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً

«٥» قال الشاعر:

لا ترجعنّ إلى السّفيه خطابه ... إلا جوّاب تحيّة حيّاكها

فمتى تحرّكه تحرّك جيفة ... تزداد نتنا ما أردت حراكها

<<  <  ج: ص:  >  >>