أبو الحسن، قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: حدثنا ابن أبي الرجال الأنصاري، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال: حدثتني أمي، وهي فاطمة بنت الحسين، عن أمها فاطمة، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: أحني علي فأحنيت عليه فقال: إن جبريل صلى الله عليه وسلم كان يعارضني القرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، وإنه لم يمت نبي إلا كان الذي بعده في نصف عمره، وأن عيسى ابن مريم كان في قومه عشرين ومئة سنة، وهذه لي ستون، قالت: فانقلعت أبكي، فقالت لي عائشة: ماذا قال لك؟ قلت: ما كنت لأخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الحال، قالت: ثم أغمي عليه، ثم قال لي وأفاق: أحني علي يا فاطمة.
فأحنيت عليه فقال: إنك أول أهلي يلحقني، وإنك لمن أعظم النساء رزية فلا تبكي علي واصبري، وإنك والمسلمة مريم بنت عمران سيدة نساء أهل الجنة، قالت: فانفلت أضحك بما بشرني به رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ لي عائشة: ماذا قال لك؟ قلت: ما كنت لأخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الحال.