للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهود، فتزوجت بها، فلما دخلت وجدتها عوراء عرجاء مشوهة الخَلْق، فقلت: " اللهم لك الحمد على ما قدَّرته لي! ".

وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك فأزيدها بِرا وإكراما، إلى أن صارت بحيث لا تدعني أخرج من عندها فتركت حضور المجالس إيثارًا لرضاها، وحفظًا لقلبها، ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة، وكأني في بعض أوقاتي على الجمر، وأنا لا أبدى لها شيئًا من ذلك إلى أن ماتت! فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي) (٩٧٦) اهـ.

ومن المعاشرة بالمعروف:

التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها، وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء، إلا في حقوق الله عز وجل، وذلك ما يرشدنا إليه فولُه تعالى: (وإذ أسَرَّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا. فلما نبأت به وأظهره الله عليه عَرَّف بعضه وأعرض عن بعض. فلما نبأها به قالت: من أنبأك هذا؟ قال: نبأني العليم الخبير) (التحريم: ٣) .

وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقَا) (٩٧٧) ، وقال: (ولقد خدمت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي قط: أفّ، ولا قال لشيء فعلتُه، لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟) (٩٧٨) .


(٩٧٦) " المنتظم" (٦/١٠٧) .
(٩٧٧) صدر حديث رواه البخاري (١٠/٤٣٦) في الأدب: باب الانبساط إلى الناس، ومسلم رقم (٢١٥٠) في الأدب، وأبو داود رقم (٤٩٦٩) ، والترمذي رقم (٣٣٣) .
(٩٧٨) رواه البخاري (١٠/٣٨٣، ٣٨٤) في الأدب: باب حسن الخلق والسخاء، ومسلم =

<<  <  ج: ص:  >  >>