للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المعني]

- على الإحتمال الأول- والذين لا يحضرون مشاهدة الباطل والإثم من كل من مجلس تتعدى فيه الحدود، أو تنتهك فيه الحرمات أو يحكم فيه بالجور، أو تعظم فيه الطواغيت أو يدعى فيه بدعوى الجاهلية، أو تحيا فيه معالم الوثنية أو تطمس فيه السنة النبوية أو يدعي فيه أحد مع الله، أو يضرع إلى سواه. وعلى الاحتمال الثاني- والذين لا يشهدون شهادة الزور ولايخبرون إلا بالحق الواقع.

[ترجيع وترجيح]

يلزم من أنهم لا يشهدون مشاهدة الباطل أنهم لا يشهدون بالزور لوجهين: الأول لأنهم إذا كانوا لا يحضرون مجالس الباطل فبالأحرى أنهم لا يقولونه. والثاني أن يشهد شيادة الزور من مشاهد الباطل التي لا يحضرونها. فيكون الوجه الأول أولى لأنه أشمل.

[توسع في البيان]

على أنه من بلاغة القرآن أن تأتي مثل هذه الآيات بوجوه من الاحتمالات متناسبات غير متناقضاته فتكون الآية الواحدة بتلك الاحتمالات كأنها آيات نظير مجيء الآية بقراءتين: فتكون كآيتين مثل قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا - فَتَثَبَّتُوا} (١) وقوله تعالى في آية الوضوء: {وَأَرْجُلَكُمْ} (٢) بالنصب عطفاً على الوجه فيفيد غسل الأرجل، وتلك هي الحالة


(١) ٤٩/ ٦ الحجرات.
(٢) ٧/ ٥ المائدة، وتمام الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ .. }.

<<  <  ج: ص:  >  >>