للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في طرقاتهم وأماكن جلوسهم أن يلعنوا من آذاهم بذلك، وهم مظلومون منه، فيكون لعنهم من دعوة المظلوم، ودعوة المظلوم مستجابة، فصار المتخلي قد أوقع نفسه في لعنة الله ولعنة الناس المظلومين، والذنب الذي يؤدي إلى هذا اللعن لا يكون إلا من الكبائر. فالتخلي في طربق الناس أو في ظلهم كبيرة من الكبائر.

[تعميم]

تشمل الطرق الطرق إلى البيوت والأسواق والقرى وموارد الماء والطرقات كلها ومثل المكان الذي اتخذه الناس للجلوس في ظله كل مكان اتخذوه للجلوس فيه لمنفعة من منافعهم فيدخل في ذلك الأسواق والمنتزهات وغيرها، فكل ذلك مما يحرم التخلي فيه ويلحق بالتخلي وضع القذر والوسخ والزبل والشوك وكل ما فيه مضرة لما في الجميع من التعدي والإذاية.

[تتميم]

كما انتظم الحديث الصحيح المتقدم النهي عن تقذير الطرقات والأماكن العامة بذلك الترهيب الشديد كذلك جاء الترغيب في تنقيتها وإزالة الأذى عنها شاملا ذلك ما كان من المستقذرات وغيرها من كل ما فيه أذى، فقد ثبت في الصحيح اأن أبا برزة الأسلمي- رضي الله عنه- قال للنبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: يا نبي الله علمني شيئا انتفع به، فقال صلى الله عليه وسلم: «أعزل الأذى عن طريق المسلمين» وثبت قول صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخَّره فشكر الله له فغفر له. وإذا كانت إزالة الأذى عن الطريق- ومثلها كل مجتمع عام- فيها الأجر والمثوبة فوضع الأذى فيه الاثم والعقوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>