للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سمعت سعد بن إبراهيم يقول: لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثقات١.

وحدثني محمد بن عبد الله بن قهراذ من أهل مرو. قال: سمعت عبدان بن عثمان يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.

وقال محمد بن عبد الله: حدثني العباس بن أبي رزمة؛ قال: سمعت عبد الله يقول: بيننا وبين القوم القوائم٢. يعني الإسناد.

وقال محمد: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني؛ قال: قلت لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن! الحديث الذي جاء "إن من البر بعد البر: أن تصلي لأبويك مع صلاتك, وتصوم لهما مع صومك", قال: فقال عبد الله: يا أبا إسحاق عمن هذا؟ قال: قلت له: هذا من حديث شهاب بن خراش. فقال: ثقة, عمن؟ قال: قلت: عن الحجاج بن دينار. قال: ثقة، عمن؟ قال: قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا أبا إسحاق! إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز٣، تنقطع فيها أعناق المطي، ولكن ليس في الصدقة اختلاف٤.


١ "لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثقات" معناه لا يقبل إلا من الثقات.
٢ "بيننا وبين القوم القوائم" معنى هذا الكلام: إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه، وإلا تركناه. فجعل الحديث كالحيوان لا يقوم بغير إسناد. كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم.
٣ "مفاوز" جمع مفازة. وهي الأرض القفر البعيدة عن العمارة وعن الماء، التي يخاف الهلاك فيها.
٤ "ليس في الصدقة اختلاف" معناه أن هذا الحديث لا يحتج به. ولكن من أراد بر والديه فليتصدق عنهما, فإن الصدقة تصل إلى الميت وينتفع بها، بلا خلاف بين المسلمين.

<<  <   >  >>