١١٩٩ - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، نا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَرِيَّةَ الْمِنْقَرِيُّ أَبُو الْهُذَيْلِ، نا عَبَّادُ بْنُ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنِي طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْتُ، وَعَلَّمَنِي آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي عَمِلْتُ أَعْمَالًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ لِي مِنْهَا مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ: «وَمَا عَمِلْتَ؟» ، فَقُلْتُ: ضَلَّتْ نَاقَتَانِ لِي عَشْرَاوَيْنِ فَخَرَجْتُ أَبْغِيهِمَا عَلَى جَمَلٍ لِي، فَرُفِعَ لِي بُنْيَانٌ فِي فَضَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَصَدْتُ قَصْدَهَا، فَوَجَدْتُ فِي أَحَدِهِمَا شَيْخًا كَبِيرًا فَقُلْتُ: حَسَسْتَ نَاقَتَيْنِ عَشْرَاوَيْنِ؟ قَالَ: وَمَا نَارُهُمَا؟ قُلْتُ: مِيسَمُ بَنِي دَارِمٍ، قَالَ: قَدْ وَجَدْنَا وَيُحْيَا بِهِمَا وَظِئْرَاهُمَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا، وَقَدْ يَعِيشُ بِهِمَا أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِكَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ، فَبَيْنَمَا الرَّجُلُ يُخَاطِبُنِي إِذْ نَادَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الْبَيْتِ الْآخَرِ: قَدْ وَلَدَتْ، قَدْ وَلَدَتْ، قَالَ: مَا وَلَدَتْ؟ إِنْ كَانَ غُلَامًا فَقَدْ شَرَكَنَا فِي قَوْمِنَا، وَإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً فَادْفِنَاهَا، فَقَالَتْ: جَارِيَةٌ ⦗٤٠٤⦘، فَقُلْتُ: وَمَا هَذِهِ الْمَوْلُودَةُ؟ فَقَالَ: ابْنَةٌ لِي، فَقُلْتُ: أَنَا أشْتَرِيهَا مِنْكَ، قَالَ: يَا أَخَا تَمِيمٍ أَتَقُولُ لِي: بِعِ ابْنَتَكَ وَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنِّي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَشْتَرِي مِنْكَ رَقَبَتَهَا، وَلَكِنْ أَشْتَرِي مِنْكَ رُوحَهَا، أَنْ لَا تَقْتُلَهَا، قَالَ: بِمَ تَشْتَرِيَهَا؟ قُلْتُ: بِنَاقَتَيَّ هَاتَيْنِ، وَبِوَلَدَيْهِمَا، قَالَ: وَتَزِيدُنِي بَعِيرَكَ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، عَلَى أَنْ تَبْعَثَ مَعِي رَسُولًا، فَإِذَا بَلَغْتُ أَهْلِي رَدَدْتُهُ إِلَيْكَ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ أَهْلِي رَدَدْتُ إِلَيْهِ الْبَعِيرَ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي فَقُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ لَمَكْرُمَةٌ مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَقَدْ أَحْيَيْتُ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَسِتِّينَ مِنَ الْمَوْءوُدَةِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِنَاقَتَيْنِ عَشْرَاوَيْنِ وَجَمَلٍ، فَهَلْ لِي فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ الْبِرِّ وَلَكَ أَجْرُهُ، إِذْ مَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ بِالْإِسْلَامِ» ، وَهُوَ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ عَبَّادٌ: مِصْدَاقُ قَوْلِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
[البحر المتقارب]
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ ... وَأَحْيَى الْمَوْءُودَ فَلَمْ تُوئَدِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute