بعد أربع سنوات من الدخول بسودة، وذلك بعد تمام الهجرة إلى المدينة المنورة.
ثالثًا: فترة التعدد كانت ستة أعوام، بعدما بلغ عمر رسول الله أربعًا وخمسين، ودخل في سن الكبر والشيخوخة، وهي الأعوام التي امتلأت بنزول القرآن، وبيان الأحكام الشرعية وبناء الدولة المسلمة، والحركة بالإسلام وسط الناس والقيام بالسرايا والغزوات، والاتصال بالعالم الخارجي، واستقبال الوفود من كل جهة، وإرسال الرسائل، وتبليغ الدعوة عمليا إلى العالم كله.
رابعًا: أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن ثيبات، سبق لهن الزواج قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عائشة رضي الله عنها، فقد عقد عليها بأمر الله تعالى، وسنها ست سنوات، ولم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد الهجرة بسنة تقريبًا، وعمرها تسع سنوات رضي الله عنها.
خامسًا: لم يعترض أحد من اليهود، أو من المنافقين أو من كفار مكة على زواج النبي صلى الله عليه وسلم مع أنهم كانوا يتربصون به الدوائر، ولو وجدوا في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم لعبًا، أو هوى، أو مطعنًا لأذاعوه، ونشروه في العالمين، لكنهم مع عداوتهم لرسول الله لم يتكلموا في زواجه صلى الله عليه وسلم بل شهدوا له بالعفة والطهر.
وهذه الملاحظات: تؤكد لنا حقيقة واضحة، وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شهوانيًا أبدًا كما يدعي بعض أعداء الإسلام؛ لأنه لو كان شهوانيًا لاختار بكرًا، صغيرة وجميلة في زواجه الأول، ولتزوج معها غيرها وبخاصة أن المجتمع الجاهلي كان يعدد الزوجات بلا حد معين, وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة يملك الوقت الذي يمكنه من إشباع شهوته، بدل أن يضيعه في الخلاء والبعد عن الناس.
ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم شهوانيًا لأوثر عنه اتصاله بالغواني والبغايا، وكان لهن يومذاك دور معروفة، وكان المجتمع يقر هذا العمل لمن يريده.
لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكن كذلك وإنما عاش طاهرًا عفيفًا، لم يتهم بريبة، ولم يرم بخطيئة، وعاش صادقًا أمينًا.
وبعد موت خديجة رضي الله عنها تزوج سودة رضي الله عنها في مكة، وهي الأرملة العجوز، وعاش معها وحدها أربع سنوات، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو رغب في