للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خنساء طيري بجناحين ... أصبحت معشوقة نذلين

من كان يهوى عاشقاً واحداً ... فأنت تهوين عشيقين

هذا القصيدي وهذا الفتى ل ... حافصي قد زاراك فردين

فضحت من هذا وهذا كما ... ينعم خنزير بحشين

فقالت خنساء تجيبها:

ماذا مقال لك يا فضل بل ... مقال خنزيرين فردين

يكنى أبا الشبل ولو أبصرت ... عيناه شبلا راث كزين

وقالت فضل في خنساء:

إن خنساء لا جعلت فداها ... اشتراها الكسار من مولاها

ولها نكهة يقول محادث ... ها أهذا حديثها أم فساها

وقالت خنساء في فضل وأبي شبل:

تقول له فضل إذا ما تخوفت ... ركوب قبيح الذل في طلب الوصل

حرام فتى لم يلق في الحب ذلة ... فقلت لها لا بل حرام أو شبل

وقالت خنساء تهجو أبا شبل لمساعدته فضل عليها:

ما ينقضي فكري وطول تعجبي ... من نعجة تكنى أبا الشبل

لعب الفحول بسفلها وعجانها ... فتمردت كتمرد الفحل

لما اكتنيت بما اكتنيت به ... وتسمت النقصان بالفضل

كادت بنا الدنيا تميد ضحى ... ونرى السماء تذوب كالمهل

ولما وصلت هذه الأبيات إلى أبي شبل غضب منها ولم يجب عليها وقال يهجو مولاها هشاماً:

نعم مأوى العذاب بيت هشام ... حين يرمي اللثام باغي اللثام

من أراد السرور عند حبيب ... لينال السرور تحت الظلام

فهشام نهاره ودجى الل ... يل سواء نفسي فداء هشام

ذاك حر دواته ليس تخلو أبداً من تخرق الأقلام

وزارت فضل سعيد بن حميد ليلة على موعد بينهما, فلما حصلت عنده جاءتها جاريتها مبادرة تعلمها أن رسول الخليفة قد جاء يطلبها, فقامت مبادرة, فمضت فلما كان من غد كتب إليها ابن حميد:

ضن الزمان بها فلما نلتها ... ورد الفراق فكان أقبح وارد

والدمع ينطق للضمير مصدقاً ... قول المقر مكذباً للجاحد

وقال لها عبيد بن محمد صبيحة قتل المنتصر والمعتز ماذا نزل بكم البارحة؟ فقالت:

أن الزمان بذحل كان يطلبنا ... ما كان أغفلنا عنه وأسهانا

مالي وللدهر قد أصبحت همته ... مالي وللدهر ما للدهر لا كانا

وخرجت فيحة جارية المتوكل إلى سيدها يوم نيروز وبيدها كأس بلور بشراب صاف فقال لها: ما هذا فديتك؟ قالت: هديتي لك في هذا اليوم عرفك الله بركته, فأخذها من يدها ونظر إليها فإذا مكتوب على خدها

<<  <   >  >>