للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّام من غير تنوين، ونصب الراء من "غير" (١).

والباقون بنصب الميم، ورفع اللَّام مع التنوين، ورفع راء "غير" (٢).

قوله تعالى: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا} [٤٦] قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر بفتح اللَّام، وتشديد النون. وفتح النون: ابن كثير. واختلف عن هشام: فقرأ بالفتح والكسر. والباقون بالكسر.

وأثبت الياء بعد النون في الوصل: أبو عمرو، وأبو جعفر، وورش (٣). وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا، وحذفها الباقون وقفًا ووصلًا (٤).


(١) وحجة من قرأ برفع {عمل} و {غير} أنه جعل الكلام متصلًا من قول الله تعالى لنوح، وجعل الضمير في {أنه} راجعًا إلى السؤال فجعل {عمل} خبر {إن} لأنَّهُ هو السؤال، وجعل {غير} صفة لـ {عمل} والتَّقديرُ: إن سؤالك أن أنجي كافرًا عمل منك غير صالح، قال ابن الجزري:
........ عمل كعلما … غير انصب الرفع (ظـ) ـهيرا (ر) سما
(النشر ٢/ ٢٨٩، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٥٣٠، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٦٥، المبسوط ص ٢٣٩، إعراب القراءات السبع ١/ ٢٨٣).
(٢) وحجة من قرأ بالرفع: ما روي في التفسير جاء في قوله {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} أي إن سؤالك إياي أن أنجي كافرًا عمل غير صالح لأن نوحا قال {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} فقال الله تعالى {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} الذين وعدتك أن أنجيهم، إن سؤالك إياي عمل غير صالح وقيل {لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} أي من أهل دينك فالهاء في قراءتهم كناية عن السوال، ولم يجر له ذكر ظاهر، وذلك جائز فيما قد عرف موضعه أن يكنى عنه أو جرى ما يدلُّ عليه كقوله جل وعز {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا} فكنى عن البخل، لأنَّهُ ذكر الذين يبخلون اكتفاء به من ذكر البخل وكنى عنه وقال {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} يعني الشمس وهذه أعلام لا يُجْهَلُ موضعُها قال الشاعر:
إذا نهى السفيه جرى إليه … وخالف والسفيه إلى خلاف
فقال: جرى إليه ولم يجر ذكر السفه ولكن لما ذكر السفيه دل على السفه، وكذلك السؤال في قصة نوح لم يجر له ذكر ولكنه لما ذكر {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} دل على السؤال. وقال آخرون منهم الزجاج: الهاء كناية عن ابن نوح أي إنه ذو عمل غير صالح كما قال الشاعر:
ترتع ما رتعت حتَّى إذا ادكرت … فإنما هي إقبال وإدبار
أي ذات إقبال وإدبار (حجة القراءات - ابن زنجلة ج ١/ ص ٣٤١، النشر ٢/ ٢٨٩، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٥٣٠، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٦٥، المبسوط ص ٢٣٩، إعراب القراءات السبع ١/ ٢٨٣).
(٣) هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط عنه فعنه.
(٤) للقراء في لفظ {فَلَا تَسْأَلْنِ} سبع مراتب: =

<<  <  ج: ص:  >  >>