للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {إِنِّي أَعِظُكَ} [٤٦]، {إِنِّي أَعُوذُ بِكَ} [٤٧] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الياء، في الوصل (١).

والباقون بالإسكان فيهما.

قوله تعالى: {وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ} [٤٧] اتفقوا على إسكان الياء وقفًا ووصلًا.


= الأولى: قراءة قالون والأصبهاني وابن ذكوان {تَسألنِ} بكسر النون المشددة وحذف الياء في الحالين وفتح اللَّام.
الثانية: قراءة الأزرق وأبي جعفر {تَسْأَلْنِ} بكسر النون مشددة، وإثبات الياء وصلًا لا وقفًا مع فتح اللَّام. الأصل فلا تسألنني فاجتمعت ثلاث نونات مثل ما اجتمعت في إنني وكأنني ثم حذفوا النون التي زيدت مع الياء فقيل: إني وكذلك حذفت النون في قوله فلا تسألني.
الثالثة: قراءة ابن كثير {تَسْأَلْنِ} بفتح النون مشددة وحذف الياء في الحالين مع فتح اللَّام. والأصل فلا تسأل جزمًا على النهي، ثم دخلت نون التوكيد، ففتحت اللَّام لالتقاء الساكنين كما تقول لا تضربن ولا تشتمن أحدًا الأصل لا تضرب، ثم دخلت نون التوكيد، فبني الكلام على الفتح لاجتماع الساكنين.
الرابعة: قراءة أبي عمرو {تَسْأَلْنِ} بكسر النون مخففة وإثبات الياء وصلًا ووقفًا مع إسكان اللَّام.
{تَسْأَلْنِ} بفتح النون وأنا أقرأ {فَلَا تَسْأَلْنِ} لقول الله تعالى {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ} قال: أن أسألك يدلُّ على أنه نهاه أن يسأله.
الخامسة: قراءة يعقوب {تَسْأَلْنِي} بكسر النون مخففة وإثبات الياء في الحالين مع إسكان اللَّام.
السادس: قراءة هشام {تَسْأَلْنِ} بكسر النون مخففة وحذف الياء في الحالين مع إسكان اللَّام. وإنما حذفوا الياء اختصارًا لأن الكسرة تدل على الياء.
السابعة: هي قراءة الباقين التي أشار إليها المؤلف.
قال ابن الجزري:
تسألن فتح النون (د) م (لـ) ـي الخلف … واشدد (كـ) ـما (حرم) و (عـ) ـم
(النشر ٢/ ٢٨٩، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٦٦، الغاية ص ١٧٥، المبسوط ص ٢٤٠، التيسير ص ١٢٥، إيضاح الوقف والابتدا ص ٢٦٣، زاد المسير ٢/ ١١٤).
(١) قال ابن الجزري:
تسع وتسعون بهمزٍ انفتح … ذرون الأصبهاني مع مكيّ فتح
ووجه فتح الكل مع الهمز أنه أحد الأصلين مع قصد ثبوته الخفي عند القوي وليتمكن من كمال لفظ الهمز. ووجه الإسكان مع أنه أحدهما وقصد التقوية محصَّلان بزيادة المدة، وزعم الكسائي أن العرب تستجنب نُصِبَ الياء مع كل ألف مهموزة سوى الألف واللام، (انظر شرح النويري على طيبة النشر ٣/ ٢٦٣، ٢٦٤، التيسير ص: ٦٣، الإقناع ١/ ٥٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>