للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والشاشات المذهبية على كبراء الدولة وكسي الحاضرون على اختلاف حالاتهم من غلمان السلطان خاصة. ثم خرجوا من مجلس السماط إلى مجلس الحلواء فأخذوا منه بحسب ما أرادوا. ثم قاموا إلى سماط فيه من الجوز واللوز والزبيب والعنب والسوبيا والفقاع والفستق والبندق وما يشبه ذلك شيء كثير. ثم قاموا إلى مجلس الطيب فاستعملوا منه شيئاً كثيراً من البخور والنسك والماء ورد والشند والغالية. وكان يوماً مشهدواً لم يكن في الدهر مثله.

قال علي بن الحسين الخزرجي عامله الله بإحسانه وكنت ممن حضر ذلك وشاهده شيئاً فشيئاً. وحضر عدة من فصحاء الشعراء بالقصائد الفاخرة وأجيزوا الجوائز السنية وهم الفقيه موفق الدين علي بن محمد الناشري والفقيه سراج الدين عبد اللطيف بن أبي بكر الشرجي والفقيه رضي الدين أبو بكر بن فارس والفقيه عفيف الدين عثمان بن أبي الأصبحي وألفيه نور الدين علي بن إياس الحموي والفقيه برهان الدين إبراهيم بن أبي بكر العزيزي والفقيه شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الصبري والفقيه برهان الدين الحجافي والفقيه موفق الدين علي الطيني والفقيه بدر الدين حسين علي الحجازي. ولم يمكني إثبات قصيدة أحد دون أحد وفي جمعهم تطويل وملل. ورأيت أن لا أخلي هذا السرور العظيم عن قصيدة كنت ممن قال في ذلك الفرح والسرور ما يعد به من جملة المحبين فاثبت قصيدتي التي قلتها يومئذٍ وأنا أعلم إنها دون كل ما قيل ولكن ألجأت الضرورة إليها وهي:

هبَّ النسيم معنبر النفحاتِ ... وشد الحمامُ بأطيب النغماتِ

وتضوَّع اليمن الخصيب بأسرهِ ... بالطيب من عدنٍ إلى عرفات

وتأَلق البرق الكليل فأشرقت ... أنواره في حندس الظلمات

فرحاً بتطهير الملوك الأكرمي ... ن الأعزمين الجلة السادات

أسد الحروب إذا الرماح تشاجرت ... يوم الوغى وأهلة الجلسات

أولاد مولانا ومالك عصرنا ... قمر الخلافة صادق العزمات

الأشرف بن الأفضل بن علي بن دا ... ود بن يوسف قسور الغابات

<<  <  ج: ص:  >  >>