الحال ما ساوى هذا الثمن. فاشتراه مسلم ثم أمر به فعطش عطشاً شديداً، وأمر بالماء فبرد، حتى إذا جهده العطش قرب إليه الماء البارد العزب، فشرب الفرس حتى حبب وامتلأ. ثم أمر رجلاً فركبه ثم ركضه حتى ملأه ربواً فرجعت خاصرته. ثم أمر به فصنع فسبق الناس دهراً لا يتعلق به فرس. ثم افتحله فلم ينجل إلا سابقاً. وليس في الأرض جواد من لدن زمن يزيد بن معاوية ينسب إلا إلى الحرون.
وكان مسلم قد رأى فيما يرى النائم انه يخرج من إحليله طائر يطير فأرسل إلى محمد بن سيرين فاستعبره. فقال إن صدقت رؤياك لتنتجن خيلا جيادا لا يتعلق بها. فنتج البطين والبطان بن البطين: لم ير مثلهما قط، والقتاري. وكانت ترسل الخيل فيجيء السابق لمسلم بن عمرو والمصلي الثاني ثم توالى له عشرون فرسا معا ليس لأحد فيها شيء. فقال بعض الشعراء لما رأى ما عليه مسلم بن عمرو من السبق: