وعن ابن عباس: قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ} إلى قوله: {الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} هم: أمّة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ورّثهم الله كل كتاب أنزله. وقال ابن
مسعود:(هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة: ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلث يجيئون بذنوب عظام، حتى يقول: ما هؤلاء؟ وهو أعلم تبارك وتعالى، فتقول الملائكة: هؤلاء جاءوا بذنوب عظام، إلا أنهم لم يشركوا بك، فيقول الرب: أدخِلوا هؤلاء في سعة رحمتي؛ وتلا عبد الله هذه الآية:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} ) . وعن أبي الدرداء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر هذه الآية:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} . فأما السابق بالخيرات فيدخلها بغير حساب، وأما المقتصد فيحاسب حسابًا يسيرًا، وأما الظالم لنفسه فيصيبه في ذلك المكان من الغمّ والحزن فذلك قوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} . رواه ابن جرير وغيره. قال الزجاج: أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش أو لمَعاد.
وعن قتادة:{الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ} ، أقاموا فلا يتحولون، {لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ} ، أي: وجع، {وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} ، قال ابن عباس: اللغوب: العناء.