للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: ((يريبك)) هو بفتح الياء وضمها؛ ومعناه: اترك ما تشك في حله، واعدل إلى ما لا تشك فيه.

[الشَّرْحُ]

قوله: ((دع)) أي: اترك. ((ما لا يريبك) بفتح الياء، أي: إلى الشيء الذي لا ريب فيه.

وهذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية، وهو حديث جامع مهم، وهو باب من أبواب الورع والاحتياط.

وقد سلك أهل العلم ـ رحمهم الله ـ في أبواب الفقه هذا المسلك، وهو الأخذ بجانب الاحتياط، وذكروا لذلك أشياء كثيرة.

منها: إنسان أصابه ثوبه نجاسة، ولا يدري هل في مقدم الثوب أو في مؤخره، إن غسل المقدم عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مؤخرة الثوب! فما هو الاحتياط؟

الاحتياط أن يغسل مقدمه ومؤخره، حتى تزول ريبته ويطمئن.

ومنها: لو شك الإنسان في صلاته: هل صلى ركعتين أو ثلاث ركعات، ولم يترجح عنده شيء؟ فهنا، إن أخذ بركعتين صار عنده ريبه فلعله نقص، وإن أخذ بالثلاث صار عنده ريبه، فلعله لم ينقص، لكن يبقى قلقا؛ فهنا يعمل بما لا ريبة فيه فيعمل بالأقل، فإذا شك هل هي ثلاث أو

<<  <  ج: ص:  >  >>