١١٥ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ الْكَرْمَانِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ ⦗٦٦⦘ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ فَإِنَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ الْهَوَاءَ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، وَيَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ، وَإِنَّهُ يُطْرَدُ بِجَهْرِ قِرَاءَتِهُ عَنْ دَارِهِ، وَمَا حَوْلَهَا فُسَّاقُ الشَّيَاطِينِ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَعَلَّمُ كِتَابَ اللَّهِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً مَعْلُومَةً، إِلَّا أَمَرَتِ اللَّيْلَةُ الْمَاضِيَةُ اللَّيْلَةَ الْمُسْتَأْنِفَةَ أَنْ كُونِيَ عَلَيْهِ خَفِيفَةً وَنَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ، فَإِذَا مَاتَ صُوِّرَ الْقُرْآنُ صُورَةً حَسَنَةً جَمِيلَةً طَيْبَةً، ثُمَّ جَاءَ فَوَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَهْلُهُ يُغَسِّلُونَهُ، لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ جَهَازِهِ، فَإِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ جَاءَ فَدَخَلَ حَتَّى يَكُونَ عَلَى صَدْرِهِ دُونَ الْكَفَنِ فَإِذَا وُضِعَ فِي لَحْدِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، جَاءَهُ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولَانِ: إِلَيْكَ حَتَّى نَسْأَلَهُ. فَيَقُولُ: كَلَّا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِنَّهُ لَصَاحِبِي وَخَلِيلِي، وَلَسْتُ بِالَّذِي أُفَارِقُهُ عَلَى حَالٍ، فَإِنْ كُنْتُمَا أَمَرْتُمَا بِشَيْءٍ فَامْضِيَا لِمَا أَمَرْتُمَا بِهِ وَدَعَانِي مَكَانِي فَإِنِّي لَا أُفَارِقُهُ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَنْظُرُ الْقُرْآنُ إِلَى صَاحِبِهِ فَيَقُولُ: اسْكُنْ وَأَبْشِرْ، فَإِنَّكَ سَتَجِدُنِي مِنَ الْجِيرَانِ، جَارَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْأَصْحَابِ، صَاحِبَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتَ تُجْهِرُ بِي وَتُخْفِي، وَتُسِرُّ بِي وَتُعْلِنُ، وَكُنْتَ تُحِبُّنِي، فَأَنَا أَحَبُّكَ الْيَوْمَ، وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ بَعْدَ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ غَمٌّ، وَلَا هَمٌّ، وَلَا هَوْلٌ. فَإِذَا سَأَلَاهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَصَعِدَا عَنْهُ بَقِيَ هُوَ وَالْقُرْآنُ فِي الْقَبْرِ فَيَقُولُ لَهُ الْقُرْآنُ: أَلَا أُفْرِشُكَ فَرْشٌا لَيِّنًا، وَمِهَادًا ⦗٦٧⦘ طَيِّبًا وَثَيْرًا وَدِثَارًا دَفِيًّا حَسَنًا جَمِيلًا جَزَاءً لَكَ بِمَا أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَمَنَعْتُكَ شَهْوَتَكَ وَعَنَّيْتُكَ، وَآذَيْتُكَ، وَسَمْعَكَ، وَبَصَرَكَ، قَالَ: فَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا، فَيُعْطِيَهُ اللَّهُ ذَلِكَ. قَالَ: وَيُنَزِّلُ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي سَمَاءِ السَّادِسَةِ قَالَ: وَتَجِيءُ الْمَلَائِكَةُ فَيُسْلِمُونَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَيَقُولُ الْقُرْآنُ: هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي؟ مَا زِدْتُ مُنْذُ فَارَقْتُكَ عَلَى أَنْ كَلَّمْتُ إِلَهِيَ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ لَكَ فِي فِرَاشٍ، وَدِثَارٍ، وَمِصْبَاحٍ، فَهَذَا قَدْ جِئْتُكَ بِهِ فَقُمْ حَتَّى تُفْرِشُكَ الْمَلَائِكَةُ. قَالَ: فَيُدْفَعُ فِي قَبْرِهِ مِنْ قِبَلِ لَحْدِهِ، ثُمَّ يُدْفَعُ مِنْ جَانِبٍ الْآخَرِ فَيَتَّسِعُ عَلَيْهِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِ مِائَةِ عَامٍ فَيُوضَعُ لَهُ فِرَاشٌ بَطَائِنُهُ مِنْ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ، حَشْوُهَا الْمِسْكُ الْأَدْفَرُ فِي لِينِ الْخَزِّ وَالْقَزِّ، عِنْدَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ مَرَافِقُ السُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَيُوضَعُ لَهُ سِرَاجٌ مِنْ نُورٍ فِي مُسْرَجَةٍ ذَهَبٍ عِنْدَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ يُزْهِرَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ تُضْجِعُهُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فِرَاشِهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَنْفُخُ أُولَئِكَ الْأُلْفَ فِي وَجْهِهِ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، وُيُزَوِّدُونَهُ مِنْ يَاسَمِينِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الْإِنْسَانُ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَلِجُوا فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْقُرْآنُ الْيَاسَمِينَ الَّذِي زَوَّدُوهُ فَيَضَعُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ فَيَشُمُّهُ غَضًّا حَتَّى يُبْعَثَ. قَالَ: وَيَرْجِعُ الْقُرْآنُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُخْبِرُهُ بِخَبَرِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَيَتَعَاهَدُ ذُرِّيَّتَهُ كَمَا يَتَعَاهَدُ الْوَالِدُ وَلَدَهُ بِالْخَيْرِ، فَإِذَا تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ فِي قَبْرِهِ، فَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبَ سُوءٍ أَتَاهُمْ فِي كُلِّ غُدْوَةٍ وَعَشِيَّةٍ، فَدَعَا صَاحِبَهُ فِي دَارِهِ بِأَنْ يَدْعُوَ رَبَّهُ بِالْخَيْرِ، وَالْإِقْبَالِ، أَوْ كَمَا قَالَ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute