هدية فيها سيف وثوب بندقيّ وطارقة مستطيلة تشبه النّعش كأنه يقول: أقتلك بهذا السّيف، وأكفّنك في هذا الثوب، وأحملك على هذا النّعش. قال:
وكان «١» الجواب أن أرسل إليه حبلا أسود وحجرا، أي إنه كلب يرمى بهذا الحجر أو يربط في هذا الحبل.
قلت: ومما وقع من ذلك في زماننا أنه في الدولة الظاهريّة «برقوق»«٢» وتمرلنك يومئذ ببلاد العراق يغاور الممالك الشامية لقصد الاستيلاء عليها ورد عليه كتاب من المملكة الحلبية فيه: أنه وقع بتلك البلاد سيل عظيم ساق جملة من الأسد والنّمورة والحيّات، وأنه دفع حيّة عظيمة سعة رأسها بقدر قوس، وقريء الكتاب بحضرة السلطان، وحملوا ذلك على ظاهره، من أنّ المراد حقيقة السيل، وأنه لقوّته ساق تلك الحيّة والسّباع وغيرها، وشاع ذلك بين الكافّة من الأمراء «٣» وأهل الدولة وسائر الرعيّة، ومضى الأمر على ذلك، ثم ظهر أنّ