٦١٣ - حدثنا أبوعليٍّ إسماعيلُ بنُ العباسِ الوراقُ: حدثنا عبدُاللهِ بنُ أيوبَ المخَرِّمي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي بكيرٍ الكِرْمانيُّ وبكِرْمانَ كتبتُ عَنْهُ: حَدَّثَنَا إسرائيلُ، عَنْ أَبِي إسحاقَ، عَنْ عَمرو بنِ مَيْمُونٍ، عن عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ،
أنَّ سعدَ بنَ معاذٍ خرجَ مُعتمراً / فنزلَ عَلَى أميةَ بنِ خلفٍ، وكانَ أميةُ بنُ خلفٍ إِذَا خرجَ إِلَى الشامِ نزلَ عَلَى سعدِ بنِ معاذٍ، قالَ: فقالَ له: أمهِلْ حتى أو يهدأَ الناسُ ثُمَّ نطوفُ بالبيتِ، قالَ: فبينَما هو يطوفُ بالبيتِ إذ رآهُ أبوجهلٍ فقالَ: مَن هَذَا الَّذِي يطوفُ بالبيتِ آمِناً؟ قالَ: أَنَا سعدُ بنُ معاذٍ، قالَ: تَطوفُ بالبيتِ وَقَدْ آويتَ مُحمداً وأصحابَهُ! فقالَ لَهُ سعدٌ: واللهِ إِن منعْتَني أَطُوفَ بالبيتِ لأَقطعَنَّ عليكَ متجرَكَ إِلَى الشامِ.
قالَ: فكانَ بينَهما كلامٌ، فجعلَ أميةُ يُمسِكُ سَعْدًا يقولُ: لا ترفَعْ صوتَكَ عَلَى ⦗٢٨٠⦘ أَبِي الحكمِ فإنَّهُ سيدُ أهلِ الوَادي، وجعلَ يمسِكُهُ، فغضبَ سعدٌ فدفعَ فِي صدرِ أميةَ وقالَ: اذهبْ عَنْهُ، فإنِّي سمعتُ مُحَمَّدًا يزعُمُ أنَّه قاتِلُكَ، قالَ: إيَّاي؟ قالَ: نَعم، فقالَ: واللهِ مَا يكذبُ محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانطلَقَ إِلَى امرأتِهِ فقالَ: أَلَمْ تَري إِلَى مَا قالَ لِي أَخي اليَثربيُّ؟ قالتْ: وَمَا قالَ لكَ؟ قالَ: زعمَ أنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزعمُ أنَّه قاتِلي؟ قالتْ: لا واللهِ مَا يكذبُ محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلمَّا جاءَ الصَّريخُ إِلَى بدرٍ قالتْ لَهُ امرأتُه: أَلَمْ تذكرْ مَا قالَ لكَ أخوكَ اليَثربيُّ؟ فأرادَ أَن لا يخرجَ، فأَتاهُ أبوجهلٍ فقالَ: إنَّك مِن أشرافِ أهلِ الوَادي فسِرْ مَعنا يَومين أَوْ ثَلاثَةً ثُمَّ ارجعْ، قالَ: فسارَ، فقتَلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute