للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٧٩ - وعن أبى الطفيل، قال: كانت الكعبة فى الجاهلية مبنية بالرضم، وكانت قدر ما يفتحها العناق، وكانت غير مسقوفة، إنما توضع ثيابها عليها، ثم تسدل سدلاً، وكان الركن الأسود موضوعًا على سورها تأدبًا، وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة، فأقبلت سفينة من أرض الروم حتى إذا كانوا قريبًا من جدة، تكسرت السفينة فخرجت قريشًا ليأخذوا خشبها، فوجدوا روميًا عندها، فأخذوا الخشب أعطاهم إياه، وكانت السفينة تريد الجليثية، وكان الرومى الذى فى السفينة نجارًا فقدموا وقدموا بالرومى، فقالت قريش: نبنى بهذا الخشب الذى فى السفينة بيت ربنا، فلما أرادوا هدمه إذا هم بحيّةٍ على سور البيت؛ مثل قطعة الحائر، سوداء الظهر، بيضاء البطن، فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت ليهدمه أو يأخذ من حجارته سعت إليه فاتحة فاها، فاجتمعت قريش عند المقام فعجوا إلى الله عز وجل، فقالوا: ربنا لم نرع، أردنا تشريف بيتك وترتيبه، فإن كنت ترضى بذلك وإلَاّ فافعل ما بدالك، فسمعوا خوارًا فى السماء، فإذا هم بطائر أسود الظهر، أبيض البطن والرجلين أعظم من البشر، فغرز مخالبيه فى رأس الحية حتى انطلق بها يجر ذنبها أعظم من كذا وكذا ساقطًا، فانطلق نحو أجناد، فهدمتها قريش، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادى، تحملها قريش على رقابها، فرفعوها فى السماء عشرين ذراعًا. فَبَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ يَضَعُ النَّمِرَةَ عَلَى عَاتِقِهِ، فَيُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِىَ يَا مُحَمَّدُ خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَى عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ.

وكان يرى بين بناء الكعبة وبين ما أنزل عليه خمس سنين، وبين مخرجه وبنيانها خمس عشرة سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>