٣٥٦٧ - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِى أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِىُّ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ بَابَنُوسَ، قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِى إِلَى عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهَا فَأَلْقَتْ لَنَا وَسَادَةً وَجَذَبَتْ إِلَيْهَا الْحِجَابَ فَسَأَلهَا عن مباشرة الحَائِضٌ، ثُمَّ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِبَابِى مِمَّا يُلْقِى الْكَلِمَةَ يَنْفَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ مَرَّ أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قُلْتُ: يَا جَارِيَةُ ضَعِى لِى وِسَادَةً عَلَى الْبَابِ وَعَصَبْتُ رَأْسِى فَمَرَّ بِى فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ مَا شَأْنُكِ؟ قُلْتُ: أَشْتَكِى رَأْسِى، قَالَ: وأَنَا وَارَأْسَاهْ فَذَهَبَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَاّ يَسِيرًا حَتَّى جِيءَ بِهِ مَحْمُولاً فِى كِسَاءٍ، وَبَعَثَ إِلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: إِنِّى قَدِ اشْتَكَيْتُ وَإِنِّى لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدُورَ بَيْنَكُنَّ فَأْذَنَّ لِى فَلأَكُنْ عِنْدَ عَائِشَةَ، [أَوْ صَفِيَّةَ] فَأْذَنَّ له فكنت أوصبه وَلَمْ أكن أوصب أَحَدًا قَبْلَهُ، فَبَيْنَمَا رَأْسُهُ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى مَنْكِبَىَّ إِذْ مَالَ رَأْسُهُ نَحْوَ رَأْسِى فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ مِنْ رَأْسِى حَاجَةً فَخَرَجَتْ مِنْ فِيهِ نُطْفَةٌ بَارِدَةٌ فَوَقَعَتْ عَلَى ثُغْرَةِ نَحْرِى فَاقْشَعَرَّ لَهَا جِلْدِى فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِىَ عَلَيْهِ، فَسَجَّيْتُهُ ثَوْبًا، فَجَاءَ عُمَرُ، وَالْمُغِيرَةُ، فَاسْتَأْذَنَا فَأَذِنْتُ لَهُمَا، وَجَذَبْتُ الْحِجَابَ، فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَا غَشْيَاهْ مَا أَشَدُّ غَشْىَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَا فَلَمَّا دَنَوَا مِنَ الْبَابِ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: يَا عُمَرُ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَذَبْتَ بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ تَحُوشُكَ فِتْنَةٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِىَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُنَافِقِينَ، ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَرَفَعْ الْحِجَابَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَحَدَرَ فَاهُ وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ [يَا نَبِىَّ اللَّهِ] وَانَبِيَّاهْ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ حَدَرَ فَاهُ، وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاصَفِيَّاهْ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَحَدَرَ فَاهُ، وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، وَقَالَ: وَاخَلِيلَاهْ، مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَعُمَرُ يَخْطُبُ ⦗٣٣٨⦘ النَّاسَ [وَيَتَكَلَّمُ] وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِىَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُنَافِقِينَ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ. {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ. فَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ حَىٌّ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، فَقَالَ عُمَرُ: وَإِنَّهَا لَفِى كِتَابِ اللَّهِ، مَا شَعَرْتُ أَنَّهَا فِى كِتَابِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ فَبَايِعُوهُ فَبَايَعُوهُ.
قلت: فى الصحيح وغيره طرف منه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute