٣٨٠٥ - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، يَعْنِى ابْنَ الأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ، فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَبْكِى أَنَهُ لَا يَدَ لِى بِنَفْسِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِى ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا، فَقَالَ: لَا تَبْكِى، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِى ⦗٢٩⦘ نَفَرٍ] يَقُولُ: لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِى فِى ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِى جَمَاعَةٍ وَفُرْقَةٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِى، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ فَرَاقِبِى الطَّرِيقَ، فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ، فَإِنِّى وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، قَالَتْ: وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ، قَالَ: رَاقِبِى الطَّرِيقَ، قَالَ: فَبَيْنَا هِىَ كَذَلِكَ إِذَا هِىَ بِالْقَوْمِ تَحُثُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا، فَقَالُوا: مَا لَكِ؟ فَقَالَتِ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُوه وَتُؤْجَرُوا فِيهِ، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ، فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِى نُحُورِهَا يَبْتَدِرُونَهُ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا أَنْتُمُ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ مَا قَالَ، [.......] ، ثُمَّ قَدْ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ، وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِى يَسَع لَمْ أُكَفَّنْ إِلَاّ فِيهِ، فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ [أَنْ] لَا يُكَفِّنَنِى رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا، أَوْ عَرِيفًا، أَوْ بَرِيدًا، فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ قَدْ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، إِلَاّ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَ مَعَ الْقَوْمِ، قَالَ: أَنَا صَاحِبُكَ، ثَوْبَانِ فِى عَيْبَتِى مِنْ غَزْلِ أُمِّى، وَأَحِدُ ثَوْبَىَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَىَّ قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِى [فَكَفِّنِّى] .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute