٤٨٩٧ - قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِقْلٌ، يَعْنِى ابْنَ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِىِّ، حَدَّثَنِى رَجُلٌ فِى مَجْلِسِ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ، عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِىِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَجَلَسْتُ إِلَى حَلْقَةٍ، فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيُحَدِّثُ، ثُمَّ يَقُولُ الآخَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتحَدِّثُ: [وَ] فِيهِمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ بَرَّاقُ الثَّنَايَا فَإِذَا شَكُّوا فِى شَىْءٍ رَدُّوهُ إِلَيْهِ، وَرَضُوا بِمَا يَقُولُ فِيهِ، قَالَ: فَلَمْ أَجْلِسْ قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ مَجْلِسًا مِثْلَهُ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ، وَمَا أَعْرِفُ اسْمَ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَلَا مَنْزِلَهُ، قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ مَا بِتُّ بِمِثْلِهَا، قَالَ: وَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، وَجَلَسْتُ إِلَى أَصْحَابِ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أَعْرِفِ اسْمَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَلَا مَنْزِلَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَنَا بِالرَّجُلِ الَّذِى كَانُوا إِذَا شَكُّوا فِى شَىْءٍ رَدُّوهُ إِلَيْهِ يَرْكَعُ إِلَى بَعْضِ أُسْطُوَانَاتِ الْمَسْجِدِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَانِبِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنِّى لأُحِبُّكَ لِلَّهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَأَخَذَ بِحُبْوَتِى حَتَّى أَدْنَانِى مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ لَتُحِبُّنِى لِلَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِى وَاللَّهِ، إِنِّى لأُحِبُّكَ لِلَّهِ، قَالَ: فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ بِجَلَالِ اللَّهِ فِى ظِلِّ عَرْشِهِ، يَوْمَ لا ظِلَّ إِلَاّ ظِلُّهُ. قَالَ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، قُلْتُ: حَدَّثَنِيهِ الرَّجُلُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا يَقُولُ لَكَ إِلَاّ حَقًّا، قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ⦗٣٨٠⦘ قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ، وَأَفْضَلَ مِنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَأْثِرُ عَنْ رَبِّهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى: حَقَّتْ مَحَبَّتِى لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِىَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِى لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ فِىَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِى لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ فِىَّ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute